حنين وأنين وطن
أ . مصطفى جميل حجازي/سوريا
قبّلتُ فوق جبينكِ السُّـحُبا .... فاخْضَوْضَرتْ شفتي رُؤى وصِبا
وفرشتُ دربَ لقائِنا حَبَقاً ..... وعصـرت ُبين شـفاهك العِنَبا
وعرفتُ أنّ الحبّ لي قـدرٌ .... فكتبتُ عن أشـواقنا الكتـبا
وبحثْتُ في عينيك عن وطنٍ .... فوجَدْتُ سهلا أخضرا سُلبا
أينَ الجمال الغضُّ يا وطني ؟ .... أين الهوى ؟ لا ! لا تقلْ ذهبا!
أينَ الحســانُ الغيدُ ناثـرةً .....من شعرها الأنوارَ والشـهُبا ؟
أينَ العيونُ السـودُ رانيةً ...... تهدي الحبيبَ الشوق والعتبا ؟
أينَ الزنودُ الســمرُ هازئةً ..... بالمستحيل وتصنع العجــبا ؟
أينَ الدروبُ الخضرُ حالمةً ..... تروي لنا الأخـبار, لو كَذِبا ؟
ماذا دهاك اليوم يا وطني ...... حتى رحلتَ وصـرتَ مُغتربا ؟
كيف السماءُ انهدّ جانبها ..... من بعـد أنْ كانت لنا قبـبا ؟
والكوثرُ الفضّي قد شردتْ .... منه الحياة فجفّ أو نضـبا ؟
فتنهّد الممتدُّ في رئتي ...... وانساب منه الدمعُ وانتحبا :
(لاتسألوني اليوم عن ألَمي ... جُرحي عميييق ينفثُ الّلهَـبا
لاشيءَ بعد اليوم أذكرُهُ .... إنّي نســـيتُ وأجهلُ السّببا
لاالشامُ شامٌ حين أندُبُها .... للنائباتِ ولا أرى حلـــبا ........
أوَلمْ أكنْ للعُرْب حاضنةً ؟ ..... أَوَلَمْ أكــــن أمّاً لكم وأبا ؟
كمْ من فتى قد كنتُ أحسبه .... يحمي الحياضَ ويدفع النّوَبَا !
لمّا دعاهُ التُّربُ في لَهَفٍ ...... شدّ الرحال مُولّيا هَـرَبا
لكأنّه ما ذاق حنطته ..... يوما ولا من مائه شــربا !
أوْ لمْ يَقِلْ في ظلّ دوحته ...... لمّا الهجيرُ اشتدّ والتهبا ؟
كمْ سارَ فوق تِلاله ثَمِلاً .... ومعَ النجوم الزّهر قد لعبا !
وصحا على أنغام بُلْبُلِهِ .... وَلَكَمْ شدا كطيوره طرَبا
كمْ عَبّ من يَنْبوعِ ربوته .... ماءَ الحياة فما اشتكى وَصَبا !
أأقول إنّ سفينتي انكفأتْ ؟ ..... ويظلّ بحري هائجاً طرِبا)
لا,والذي أُعْطيتُ قُدْرَتَهُ ...... لن أتركَ الميناء للغُرَبا
لن أتركَ الأغرابَ ياوطني .... تَطَؤُ الثغورَ وتُشْعِلُ الحَطبا
أو أترك الإفرنجَ سائبة ........ بين السهول ويَعْتلون رُبا
هذا التراب لأجله – قسماً - .... دمعي ,دمي قد سال وانسكبا
آليتُ لا أنفكّ أغرسُهُ ...... نخلاً وزيتوناً , قناً , قُضُبَا
2014