يا بِلادي الذَّبِـيحَةِ
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
يـا بـلادَ الخـوفِ والمـوتِ ســلاما. = مِـنْ صَـغِـيـرٍ تحـتَ أنقاضٍ تسامى.
مُـــوتُـــهُ أهْــدى إلـى الـلـهِ نـقــاءً، = رغْـمَ قَـهْـرٍ قـدْ تَـرَى الحـلـمَ تنامى.
يُـرْسـلُ الحـبَّ رسُـولاً مُـسْـتـجـيراً، = هلْ سَـمِـعْـتَ القتْـلَ يُـزْكِـينا احتراما.
نـحـنُ شَـعْـبٌ يَرْضعُ الـذلَّ حَـلـيـباً، = يُـبْـدعُ الزيْـفَ على العـيْـشِ وساما.
يَـلْـبَـسُ الخِـزْيَ على الـلمْـحِ قناعاً، = يَـجْـعـلُ الـعَـاهِـــرَ لـلـنـبْـلِ إمـامـا.
يَـبْـلـغُ التَّـاجَ علـى الأشْــلاءِ غـرٌّ، = يُـغْـلـقُ الأبْـوابَ فـي وجـهٍ زمـاما.
يَـعْـبـدُ الـوهْـمَ علـى تـكْـفـيـرِ ديْـنٍ، = فـي اللـحـى يَـبْـرعُ قـانـوناً نِـظـاما.
ومـنَ الـعـهْـرِ يَـصُـكُّ العدْلَ جرْماً، = ويـبـيـعُ الحـقَّ نُـخَـســـاً لا ذمـامـا.
نـحـنُ قـومٌ قـدْ تَـربَّـى في خُـنُـوعٍ، = عـاشَ لـلأرذالِ يَـغْـتَـــابُ الكِـرامـا.
يُـســــــــحلُ الحـرُّ بأوثاقٍ مُـهـاناً، = في عَـريـنِ الغـاصبـيـن الظـلمُ ناما.
يا بـلادَ العُـرْبِ قـومـي مـنْ سباتٍ، = قـبْـلَك التـاريـخُ فـي الإسـلامِ قـامـا.
كـيـفَ في الأهْـوالِ يُـبْـقـيـنـا أمـاناً، = نحنُ قـدْ تُـهْـنا على الصدْقِ حَراما.
واعْـتـريـنا صهـوةَ الجيْفِ حصاناً، = وركـبْـنـا جُـرْحَـنـا حـينَ اســتـقـاما.
وولـدْنـا، خـصْـيـتـاهُ وَجْـهُ قذف = حَـبْـلُ ســـرٍّ منْ تـنـاســانـا رغـاما.
يـا بـلادَ الكُـفْـــرِ والذنْـبِ كـفـــانـا، = نـشْـرعُ القـتْـلَ، ونـنْـســاقُ غُـلاما.
فانْـشُـري الحبَّ إلى الكُـونِ سـبيلاً، = نـورُكِ الإيـمـانُ، وعْـدٌ لـنْ يضاما.
فَـهُـنـا مَـجْـــزرةٌ فـي أهْـلِ بـيـتـي، = وهُـنـا سِــجْـنٌ ســيـبْـقـيـنـا ظـلاما.
وهُـنـا قُـوتٌ، يَـلـيـطُ الـلـصُّ فـيـهِ، = يـنْـكَـحُ الـعـجْـزَ، ويـبْـتـاعُ العظاما.
فـي شــآمِ الـعـزِّ يَـخْـتـالُ وضـيـعٌ، = يـذبـحُ الأطْـفـالَ، يَـغْـتـالُ الـيـمـاما.
فـي عِـراقِ الخـيْـرِ آلافُ جِـيَـــاعٍ، = وفـراتُ الـغـدْقِ يَـنْـثَـالُ سِــــــقـاما.
وفـلــسْــطـيـنُ تُـنـادي تـحـتَ نـارٍ، = داسَــهـا الخـنْـزيرُ تـدنـيـساً، وداما.
يَـمَـنُ الـحُـزْنِ إذا كـانَ ســـــعـيـداً، = تاهَ في المـوتِ، يـلاقـيـنـا خِـصـاما.
شــــاربُ النـفْـطِ بـشـيـطانٍ تكـنَّـى، = حـيـنَ آنَ الحقُّ، قدْ خـانَ الســلاما.
ســــــارقُ الـحـكْـمِ بأنـذالٍ تـقـوَّى، = بـائـعُ الأرضَ سـيـلْـتـاعُ الخـزامى.
يـسْـحـلُ الـشَّـعبَ بـتـقْـتـيـلٍ وقـتْـرٍ، = يجلـسُ العرشَ على مـوتٍ صِراما.
ويـدورُ العـرْفُ فـي حـقـدٍ وجـهْـلٍ، = يصمتُ الصـدقُ هـزيـلاً لا كـلاما.
نـلـتـقـي ثـانـيـــــةً خـلـفَ حـــدودٍ، = في مـكانٍ يـلـعـنُ الضَّـنْـكُ الخـياما.
وصُـحـونُ الـهـونِ مـلـهـاةُ فـتـاتٍ، = وطـريـقُ المـلـتـقـى صـارَ الفطاما.
يـرســلُ المجـهـولُ فـيـنا ذكرياتٍ، = وطـغـى الـقـتْـلُ بـتـلـويـحٍ خِـتـامـا.
فـي زمـانٍ أغْـبـرٍ أبْـلـى ســقـوطاً، = إنْ تـجـلَّـى يـصـرعُ الكلبُ الهماما.
5/1/2017
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو