تكوين
بقـلم / إبـراهـيـم جـعـفـر
أمـن حـمْـأةٍ . . . ؟
أمـن صـلْـصـالٍ ؟
أو مـن مـسْـنـون ؟
يـحـارُّ الـنُّـهـى
ويـرحـلُ
في اللا مُـنْـتَـهـى
ويـقـفُ هُـنـاكَ
عـنـد تُـخُـوم الـبـدء
يُـنـازلُ طُـوفـانـاً
مـن الأحـاجـي
ويُـراودُ جـحـافـل
الأسـئـلة الـجـامـحـة
عـن كُـنْـه الـتـكـويـن
وهـلْ لـكُـل طـورٍ فـيـنـا
عـلـيْـنـا مـنـهُ تـأثـيـر .؟!
فـجـاء اخـتـلا فُـنـا
في الـعـرقِ ..
في الـلـونِ .. والـرؤى ..؟!
والـتـدبـيـر .. والـتـفـكـيـرِ
فـكـان الـحـلْـمُ والـغـضـبُ
والـسـفـهُ .. والأدبُ ... ؟!
ومـن تـنـاغـم
ومـن صـعـد الـجـبـل
لا تـقُـلْ قـدر
وفي الأزلِ سـبـيـلـه ..!!
فـكُـلُـنـا في الـمـنـحِ سـواء
والـحُـريـة عـطـاء
وبـهـو الاخـتـيـارِ
فـيـه مُـتـســع
عـلى بـابـهِ حـانـةٌ
تـعـجُ بالـسُـفـهـاء والـحُـكـمـاء
وبـأعـلـى مـنـصـةٍ
يـجـلـسُ الـعُـلـمـاء
هـرولـتُ إلـيـهـم
نـعـمَ الـنُـدامـى
فـأعـطُـونـي كـأسـاً
رشــفْـتُـهـا ... أيـْقَـظـتـنـي
وكـأن بـصـري
صـار حـديـدا
ومـا بـيْـنَ صـحْـوي ودهْـشـتـي
أخـذُونـي لـخـريـطـةٍ .. عـجـيـبـة
شــاهـدتُ فـيـهـا
كُـل صِـفَـات الـبـشـرِ
مـواطـن اعـتـلالـهِ .. وصـحَـتـه
وشــــفـرة وراثــتــهِ
ومـن عـجَـبٍ
أن ثَـمَـةَ فـرقـاً ضـئـيـلاً
بـيْـنـنـا .. وبـيْـنَ إنـسـان الـغـاب
هُـنـا أدركـتُ
في حـضـرة الـحُـكـمـاء
مـعـنى قـولُـهـم
مـا ســوى شـعـرةٍ
بـيْـنَ الـعـبـقـريـة والـجُـنـون !
فـمـن أي طـورٍ
أنـتَ .. وأنـا .. نـكُــون ..؟؟
أمـن حـمـأةٍ .. ؟
أمـن صـلْـصَـالٍ .. ؟
أو مـن مـسْـنُـون .. ؟
*********************