المرأة في شعر عمر عنَّاز
كتبت / أ . فاطمة حيدر العطالله
- تحتل المرأة في الشعر مكانتها التي استغرقت أغلبَه ، فقد أخدت - منذ القديم - دور الملهم ، الهاجس الذي تلد لأجله قصيدة الشاعر العربي ، ولم ينقطع ذلك في الشعر الحديث ; بل ما زالت المرأة المادة الخام والحجر الأساس التي تُبنى عليها القصيدة الباذخة ، والشاعر العراقي عمر عناز قدَّم في قصائده ملامح عديدة لصورة المرأة في شعره نقف على أهمها ونرصدها فيما يلي :
- أولى تلك الصورة تناول وصفها حسيّاً شأنه شأن الشعراء الآخرين ، لكنه أسبغ على وصفه نكهة بيانية واضحة ; نجدها في قوله مثلاً في مجموعته (طلعٌ مشتهى) :
مساءً حينَ تستلقينَ متناً
على صدري أبعثرُني شروحا
أعلُّ غبوق ما أخفيتِ عنِّي
مشعشعةً لأرشفها صبوحا
- والصورة الأخرى هي صورة الوصف الخيالي البحت البعيد عن الحسية والماديّة ، نجد ذلك في قوله :
أنثى ! كأنَّ اللهَ من تمرٍ عراقيٍّ يقطِّر سكّراً سوَّاها !
- والصورة الثالثة تذكرنا بنزار قباني في قصيدته (أيظنُّ؟) وغيرها من القصائد التي يتحدث فيها بلسان المرأة ، ويلبس روحها بكل ما فيها من حيرة وتساؤل وحب واختلاجات وجدانية ، نراه هكذا في قوله على لسان المرأة :
لوكانَ جاءَ لكنتُ أعذرُهُ
قولٌ بلا جدوى أكررهُ
لوكان جاء لكنتُ قلت له
ما لم أقله وليس أحزرهُ
- والصورة الرابعة نجدها جديدةً بديعة ، فهو فيها يخاطب الأنثى مباشرةً دون مقدمات ، يحدثها عنه ، فكأنه يحدَّث ذاته ، يقول :
كلَّما قلتِ : شاعرٌ ، قلتُ : كلَّا
عنبٌ حان قطفُهُ فتدلى
- أمَّا الصورة الخامسة فإنها ملمحٌ حداثي جديد ، نستطيع أن نعده من الوصف الحداثي جدًّا ، وذلك في قصيدته (شوكلاته) :
مامثلها أنثى ابتسامتها حضارةُ ياسمينٍ
فوق سجادات روحي قد أقامَ صلاتَهْ
ما مثلها أنثى - سقاني الله ما فيها من العسل المغمَّس بالشذى- شوكلاتهْ
- والصورة الأخيرة أيضاً بديعة ، يجسد فيها عناز رغباته الجمالية في محبوبته ، فهو يصرُّ على محاكاتها بالاقتراب من أنوثتها وحقيقيتها ، فيطلب منها أن تبقى على طبيعتها ; حقيقيتها ، وكأنه يرمز إلى حقيقيتها الداخلية من خلال توصيفه الخارجي ، يقول :
بلا " المكياج" عندي أنتِ أحلى
وأشهى من ملايينِ النساءِ
- بذلك نرى من خلال هذا الرصد أن الشاعر غاص في أحوال الأنثى واستطاع بغوصه أن يوثق حالات شعرية جديدة وحداثية إضافة لما قدمه من وصف معتاد ومتوقع ، وهذا يدخل عالم الحداثة والتجديد .