بانوراما وطن
أ. فَيْرُوز مِخْول
هذا الزمن ...المجنون
المحموم .....
المهزوم
يهدم بيتا بناه جدي
من أحجار الرضا
جدرانه أوراق محبة
كان الخبز والزيت زادنا..
وكنا لا نجوع وحين نصلي ....
تهرب الدموع
كان الله ينام في ثيابنا
يأكل من طعامنا
يرافق رحلة موتنا ......
حين مات جدي ...
دفنت عينيه في وجهي
أحرقت وجهه ومشيت
باحثة عن بقايا وطن
فلم أجد أرضا....تسعني
ونامت جمرات قلبي ...
وما اهتديت
...... ............
في وطني ...
يولد الأطفال بلا طفولة
بلا حلم بأراجيح العيد
دموعهم تغرق فلك نوح
فقط يحلمون ...
بتاج.. بزورق...
بطائرة...من ورق
في وطني ....
بكى الله...
في عيون الأمهات
............ .
يا أبت نحن نموت .....
وما أقسى يد الموت
فواخجلي..
من نظرة طفل بائسة..
على لعبة نصفها تراب
من دمعة أم حائرة ...
لا تعرف لها اتجاها
من أم تخطت معزوفة الأنين
تتعطر بماء الصبار
سحنتها.....
بقايا عذاب
من فرط الغياب
……………………………
يا أيها العالقون بالدخان
أطفالنا وصمة عاركم
تبا لكم ...
واحترقوا بوابل ظلامكم
يا أيها السادة الغربان
سقطت ورقة التوت
هذه أوطاننا...
ضيعتموها
وأنتم تعلمون
..... ...............
يخربشني الحنين
يكتبني الأنين
مصلوبة روحي بمسمارين
أرجوحة ماض .. معلقة بضفائر فرح
وحاضر ..مشنوق بالوجع
وكل المؤشرات تدل
على غروب محنط
............
بوركت يا وطني
حين أبيت الاستجداء
من عفن .....الضمائر
رغم أنينك..... الغائر
و جرحك..... الفاغر
ونزفك...... النافر
بوركت حين امتنعت التسول في الخانات
امتصصت الوجع..... تلو الوجع
ونثرت عبقك....
بين موت..... و موت
.............
برغم كل الأسئلة الخائفة
وابتلاع الليل للنجوم
احتضار دروب العودة
سيظل ..
الأمل..... جمرا لن يرمد
الصبر ..... لهيب لن يجمر
والغدر ...غريب وسيرحل
والسلام وشاح يتراقص
فثمة مقبرة واحدة
تتسع...... لكل الظالمين
..........................
من ديوان خربشات روح