سمفونية إختفاء الجسد
سأطيرُ .. ملاكاً ومحراباً
أتركُ بعضي نوراً بينَ أرضٍ وسماءٍ ..
يلمُّ كياني وكينونتي ..
فيصبحُ كُلّي برقاً يَسْعى في كُلِّ نقاطِ حروفِ التِّيهِ . .
وشِغافُ الهدهدِ سحابٌ يابسٌ محترقٌ في شَغفي ..
ها هي حروفي تَتَليَّلُ بينَ يدينِ ضائعتينِ ..
مساماتُها أُحسُّ بها تتقطَّرُ صبّاً تتنفّسني ..
وعطرٌ ليليٌّ يغيِّبُني في انفاسٍ اجهلُ نبرتَها ..
فإنطلقتّ روحي ثانيةً نسيماً بارداً يلفُّ شهيقاً في رعشةِ اهدابٍ تغفو ..
إتسعتْ روحي حَجَراً يَلْمعُ ..وبقيتُ أصلّي في محرابٍ ياقوتيٍّ يثيرُ النورَ..
وأنت تُصَلَّينَ على نورٍ مرتعشٍ كريح تضربُ اشجاراً تتباعدُ بينَ وَلَهٍ يقتربُ ويهتزُّ ضياءً ..
حدّقتُ مرّاتٍ الى عينٍ وشفةٍ وخاصرةٍ ونهدٍ
وأصابعَ تائهة ً في اللاشيء.. حتّى انتَبَهْتُ..
لمّا نزلْ في ولَهٍ .. تصّاعدُ أنفاسٌ في اصواتٍ تحرقُ غياباً في صَمْتِ الزوايا .. متوحّداً ومنصهراً كالماسِ..
لأرى شعشعةً تسْحرُني في اللاشيء ..
وارى شمساً تطبقُ قرصاً فضيّاً على دهشتي ..
واحسُّ بأصابع تحرقُ رعشتي ..ورضاباً يلْمعُ بين شَفةٍ ..وأراني أغيبُ في روحٍ ساكنةٍ خائفةٍ كالأشْجار.. تاتي جلجلةً إثرَ أخرى وتختفي.. حتّى هدأتْ روحٌ بينَ ريشِ ضِفافٍ.. وغابتْ أحجارٌ أحملُها في دفئٍ الصمْتِ ..من دونِ يقظة .