"مَنْ شَدَّ عَصَبَ الصَّخرِ لِيَبْكي؟"
نص / أ . لودي شمس الدين - لبنان
السَّماءُ المُغَطَّاةُ بِرَغْوَةِ الغَّيْمِ تَشْرَبُ البَحرَ الوَاهِن
وَالضَّبابُ الشَّفَّافُ يُزِيحُ أنفَاسَ الجبَالِ بِالدُّمُوعِ
أطلَقْتُ يَدَيَّ نَحوَ الرِّياحِ الجّافَّةِ وَالموجُ يُكَسِّر جَسَدِي
مُرعِبٌ هذا الضَّحِكُ
يَمتدُّ كَجُرحٍ مُلتَهِبٍ عَلى شَفَتَيَّ وَيَنـزِفُ
لَنْ يَنْسانِيَ اللهُ
إسمي نَسْمَةٌ عَلى خَصرِ الأَسَى.. وَقَدَمَيَّ يُؤرِّقُها النومُ طَويلاً
الموتُ يُعيدُ نَفْسَهُ وَالحَياةُ تَتَجَدَّدُ كُلَّ فَجرٍ
الماءُ يَبكِي.. الثَّلجُ يَبكِي.. وَالقَمَرُ يَتَضَخَّمُ
مَنْ شَدَّ عَصَبَ الصَّخرِ لِيَبْكِي؟
يَتَفَكَّكُ العالَـمُ وَيَتَلاشى بِشَرَاسَةٍ وَصَمْتٍ
مُؤلِـمٌ هذا الصُّدَاعُ في حَنْجَرَتِي الخَصْبَةِ
شُعَاعٌ حَائِرُ الخُطى يَمتَصُّ أعوَاماً مِنَ الحَسرَةِ في دَمِي
وَوَجهُ أُمِّي يَتَرَبَّعُ تُولِيباً يَابِساً فَوقَ وَجهِ الماءِ
وَأَصَابِعُ أَبي حَمَاماً يَصْحُو لَيلاً على إيقَاعِ شَهَقَاتي
لا تُحَرِّكْ عَصَبِي الـمُـبلَّلَ بَالعَتمَةِ بِأنفَاسِكَ يا حَبيبي
فَالقُبلَةُ لُغَةٌ مُوَحَّدَةٌ بَينَ العَاشِقِينَ
النَّايُ يَهْرَمُ عَلى مَرِّ الزَّمَنِ
وَالزَّمَنُ يَبقَى طِفلاً في حُضْنِ أُمِّهِ
حَبيبي نَم جَنِبي وَاترُكِ السَّحَابَ الشَّجِيَّ فَوقَ صَدرِكَ
كَيْ أَركُلَ القَدَرَ المُرعِبَ بِقَدَمَيكَ.