والراسخون بك اليقين
بقلم الأديب / أ. كريم جبر - العراق
كلُّ الخلائقِ إن مضى وأقاما
انت المنارُ ولا لغيرك خطوةً
نحو السلام عليك مني سلاما
أنّى وكيفَ اليك تبدو تحيتي ؟
وعليك ربُّ العرش قال سلاما
أُ نبيكَ أن القوم بعدك سلمّوا
للشرِ أرواحَ الورى وذِماما
والجاهليةُ أسفرت وتبرجتْ
والعارفين النهج صارو هياما
بالوأد والتنكيلِ تبني مَجدها
زمرٌ تداولُ بينها الأياما
ومكثتُ تقبضُ راحتي جمرَ الغضا
وأنا أرى الاعداءَ والأقواما
تغتالُ روح َنبينا في سلمهِ
وتمجدُّ العدوانَ والآثاما
وأكابرٌ عزت عليها نظرةٌ
للحقٍّ فيكَ وفي علاك كِراما
َيهبُ الوجود لناظريك تحيةً
يوم الولادةِ إذ سموت مقاما
والراسخون بك اليقين يقينهم
رحماك قد زرعو ا المدى أعلاما
ُمهجٌ واعراق القلوب تشبثت
بك رحمةً ومحبة ً وسلاما
أُ نبيك أن الدين بعدك غائبٌ
فالمقت نهجٌ والبلاد ضِراما
غفلو عن النهج القويم ولم تعدْ
طهرُ الدماء ِ على البغاةِ حراما
مابين هاشمَ والأميّةَ ثلةٌ
ترى في القتول ِ نوافلاً لتُقاما
والمسلمون قضوابحدِّ سيوفهم
قتلى بجهلٍ يشربون حِماما
صرنا نصلي آملين برخصةٍ
من أجلِ نفعٍ يُرتجى وأَثاما
مابين هاشمَ والأميّة ثلةٌ
للملحدين تبيعنا خدّاما
للخلفِ نمضي إذ نباشرُ سيرنا
والناسُ من زمنٍ مضو قدّاما
أُ نبيكَ ياخير الأنامِ شمائلاً
عادَ النفاقُ يبجّلُ الأصناما
والدين اصبحَ خطبةً رنانةً
والفعلُ منهُ تنابزاً وكلاما
__________________