الليل
فارغ من صباحاتك أيها الليل
لا شيء يملؤني غير الرحيل
أمشط ذاكرتي في الظلام
مخبلة هي الكلمات ومعتلة
كلما أقرؤني في دفاتر من مروا
ما أضيق المعنى
حين يعبرني
بلا ذاكرة
و ما أقبحني
في وردة آخر العمر
..كنت على حافة الجرح
أطير بلا بوصلة
كأن الأماكن لا تشتهيني ولا
ولا أشتهيها
الفصل خريفيٌّ الرياح
لا غيث يعتمل في كفي
وارضي التي قد زرعت
تحصدني بمنجل الجدب
كل أغاني الحصاد غنت غيابي
لم تحتمل جفوة المنجل ٠
فارغة
سنابل العمر في كفك
وقد مر صيف الحصاد من دونك
لا ربيع مضى لا ربيع سيأتي
كل المواسم قاحلة
وهذي الارض مكلومة
بالذي هزني من ربيع الطفولة الوارف في شذى القمح
لسنبلة نبِّأت قحط آخر العمر
موحش هذا الصباح
كل المدائن تسبح في داخلي
كلها تستحم في دمعتي
هي كلها في أديمي
تنبتني عوسجا
في أيادي الذين كانوا على ربوة موتي
فارغ أنا من صباحاتك
أيها الليل
وما عدت أعشقك