آنَستُ رؤيا
قصيدة / أ . حسين المزود
عادَت الى العَهدِ القَديمِ تَميلُ
والصَّدُّ يأتي بعدَهُ التـأويــلُ
قولوا لِمَن نَقَضَ العُهودَ فأنني
باقٍ على عَهـدِ الوَفاءِ أصيلُ
قَدَرُ الوفيِّ بذي الحياةِ تَعَرُّضاً
للعـاذِليـنَ ويَربَــحُ التَّضـليلُ
فاصبِر علىٰ الصَّدِّ الذي لاقَيتَهُ
صَبرٌ علىٰ جورِ الجّفاءِ جميلُ
غَـرّاءُ يَشكو البَـدرُ من وَمَضـاتِها
فَرعـاءُ قُطـفٌ زانَـها وخميـلُ
هَيـفاءُ لو مَـرَّ النَّسـيمُ بِقَــدِّها
مالت كَما الأغصانِ حيثُ تَميلُ
وتَبَسّمَت فتَساقطَ الكَرَزُ الذي
بِشِـفاهِـها وتمـايـلَ الإكليــلُ
وتَلَفّتَت كالظّبيِ حينَ تَقارَبَت
في المشيِ غَنْـجٌ والبَهـا ترفيلُ
دُنيا بها من كلِّ شارِدَةِ الهَوىٰ
فَغَـرائِبٌ لا تَنتَـهي وفُصـولُ
ووَجدتُ فيها من يقولُ بأنني
أنتَ الوحيدُ بذي الفؤادِ نَزيلُ
ووَجدتُ فيها غادِراً لا يُزدَرىٰ
ولِذي الوَفا التّهجِيرُ والتَّرحِيلُ
وتَزاحَم ت عندي الظُّنونُ فأطبَقَت
من كـلِّ ناحِيَـــةٍ لها وتُطِيـــلُ
آنَستُ رؤيا في المنامِ فَلَم أزل
أرجو الوِصالَ لِيَصدُقَ التأويلُ
ما هَمّني بُعـدٌ إذا دامَ الصَّـفا
إن الصَّفا بينَ القلوبِ رَسولُ
كوني كما شِئتِ الوِصالَ فأنني
صَبٌّ الى شَهدِ الوصالِ أمِيلُ
وتَجَّـولي بينَ العُـروقِِ تَخَـفِّياً
إن العُـروقَ إذا جَـرَت لَدَليـلُ