ألوبُ على كسرةِ دفءٍ من قلبكِ
عنْ ظلِّ ابتسامةٍ من نبضِ روحِكِ
عنْ بقايا نظرةِ حبٍّ من عينيكِ
وأفتّشُ عنْ عُشْبٍ استلقيْتِ فوقَهُ
عنْ دربٍ انتشى يومَ مررتِ منهُ
عنْ فضاءٍ احتضنَ أنفاسَكِ الهادئةِ
وعنْ قمرٍ لوّحَ لَكِ بمنديلِ نورهِ
وأدورُ على الوقتِ الذي عشتُهُ
وعنْ الضّوءِ الذي شعَّ من وجهِكِ
وعن ماءٍ عذبٍ كنتِ اغتسلتِ بهِ
وأثرٍ لعطرِكِ أو قميصٍ كنتِ ارتديتِهِ
وأسألُ الليلَ عن تنهداتِكِ التي أخفاها
أينَ ركنُ مشطِكِ ؟!..ومراياكِ ؟! وعطركِ ؟!
وكلّ ما يتعلّقُ بكِ من رائحةٍ وذكرى ؟!
ألملمُ الأرضَ
بحثاً عن شعرةٍ سقطتْ منكِ
والنّسمةِ التي شمّتْ رائحةَ عرقِكِ
حينَ رقصْتِ مع الفراشاتِ
والسماءِ إنْ احتفظَتْ بصدى ضحكتِكِ
والبحر ِالذي تحلّى موجُهُ بجسمِكِ
وأستحلفُ الفراشاتِ عن رحيقِكِ
والعصافيرَ التي زقزقتْ عندَ نافذتِكِ
والأشجارَ التي خيَّمَتْ فوقَ تَرحالكِ
أسألُ
وأفتّشُ
وأبحثُ
وأدورُ
عن أيِّ شيءٍ يلوذُ بِكِ حتّى التّرابِ
فأينَ أنتِ ؟!
أينَ أخذْتِ الكونَ؟!
وانسحبْتِ ؟!
لا البحرُ عادَ يعرفُ أينَ شطآنِهِ اتّجهتْ
ولا الجبالُ عادتْ تُطِلُّ على الشَّمسِ
كلُّ الدُّروبِ ماعادتْ تعرفُ إلى أينَ تمضي ؟!
والليلُ ضاعَتْ منه ظلمتُهُ
والنهارُ ما عادَ يبصرُ ضُحاهُ !!
أضاعَ الزّمنُ ساعاتِهِ وظلَّ بلا توقيتٍ
فأينَ تواريتِ عَن حُضْنِ الهواءِ ؟!
فما عادَ القلبُ يعرفُ كيفَ يرتّبُ نبضَهُ
أطلّي على الرّوحِ
الّتي بُحَّتْ دمعتُها
وعلى وجعِ الحُلُمِ الذي يناديكِ *.