غنى الهزار
للشاعر / أ . ضمد كاظم الوسمي - العراق
إِذا غَنّى الْهَزارُ عَلى الْقُصورِ
تَراقَصَتِ الْهَوادِجُ بِالبُدورِ
*
وَأَنْشَدَ مِنْ تَرانيمِ الْأَماني
فَأَسْفَرَ لَيلُ رَبّاتِ الْخُدورِ
*
ثُغورٌ بِالرُّضابِ مُشَرَّباتٌ
وَأَزْهارٌ مَتَحْنَ مِنَ الْعُطورِ
*
وَأَعْطافٌ كَأَغْصانٍ تَهادَتْ
بِأَجْنانٍ تَرَدَّتْ في الشُّغورِ
*
وَكَأْسٌ مِنْ طِلى الْأَنْخابِ تَجْلو
نَسيماً بَلَّ أَشْواقَ الدُّهورِ
*
تُغَنِّجُها الْخَمائِلُ وَالْمَغاني
مُوَرَّدَةُ الْمَفاتِنِ وَالثُّغورِ
*
أَلا فَاحْزِرْ زُهوراً مِنْ خُدودٍ
تُضَوِّعُ أَمْ خُدوداً مِنْ زُهورِ
*
وَلَمْ أَعْلَمْ صُدوراً مِنْ حَمامٍ
تُحَفِّزُ أَمْ حَماماً مِنْ صُدورِ
*
وَما أَدْري كَأَنَّ الْكَفَّ طارَتْ
مَتى يُبْدينَ في عَطْفِ الْخُصورِ
*
مَباسِمُهُنَّ كَالدُّرِّ اللّآلي
تُهيلُ الْقَلْبَ في نَورٍ وَنُورِ
*
تَرى لُطْفَ الْقُدودِ غَداةَ ماسَتْ
كَما الْأَسْماكُ تَسْبَحُ في النُّهورِ
*
وَيَومَ لِحاظِها تَبْكي سِهاماً
تُريكَ الْوَجْدَ في كَمِّ النُّذورِ
*
عَلى الْألْحاظِ هُدْبٌ أَمْ نِبالٌ
يُرامِينَ الْفَتى مِنْ فَوقِ طُورِ
*
رَقى وَجَناتِها نَجْمٌ وَخالٌ
يَغارُ مِنَ الْأَهِلَّةِ في النُّحورِ
*
كَأَنَّ الْبَدْرَ فَضَّضَهُ فَريصٌ
وَأَنَّ النَّجْمَ أَفْتَرَ في الْفُتُورِ
*
وَأَنَّ الثَّغْرَ بُسْتانٌ وَوَرْدٌ
تُغَرِّدُهُ الْعَنادِلُ في حُبورِ
*
تُغازِلُني بَأَوتارٍ وَلَحْنٍ
وَتُدْنيني بِكَأْسٍ مِنْ خُمورِ
*
تُعاتِبُني بِغَمْزٍ فيهِ غَضٌّ
فَأَلْمَحُ في مُحَيّاها سُروري
*
وَأَلْمَحُ في فُؤادي شَهْرَزاداً
أَزيلُ بِها مِنَ الدُّنْيا غُروري
*
وَرُحْنا في بَشاشاتٍ وَضِحْكٍ
نَسيرُمِنَ الْعَشِيِّ إلَى الْبُكورِ
*