تَتْـلـو الرِّيـاحُ خواطـري
.... هَمْـــسَ الحفـيف بناعـس الأسحــــارِ
و خـرير مـاءٍ هامسٍ قصَصَ الهــوى
.... . فـوَق الصُّخـور كـرعشـة الأوتـــار
لن يجرحَ الجلمُودُ شفّـافَ النَّـدى
.......... ينـدى الجمـالُ بوحشةِ الأغــوارِ
أنـا شاعــرُ ميس النخيل ربابتي
............ تخضلُّ واح تباعـــد الأسفــارِ
طيـــري نحلّـقُ في الفضــاء نـوارساً
... فَــلكَ الجمــالِ و شاسـعَ الأغـْــــوارِ
إن النـَّــوارسَ لا تبُـــــــالي سكــــرةً
..... تلتــــذُّ عنــد تفـــــــاقـم الأخطـــــار
قولي لغيمتك الرقيقة (موجبـاً)
.......... أن تدنُ (سالبَ) غيمتي بحــذارِ
كيما نذوبَ من اللقاءِ عذوبةً
........... نَسـحَّ دَمْـــعَ تلهّـفِ المشــوارِ
يتلاقح الإحساسُ فَـرطَ حنيننا
............. سُقْــيا الوئــامِ لحالــمِ النُّــوّارِ
وَدقـــاً سَنَهطلُ من فُراتِ عُذوبةٍ
......... رَمْــلَ الحيــاةِ و راقـصّ الأقمارِ
كي يَهرع الأطفالُ هَـزْجَ أزقّــةٍ
........ عُــريَ البـراءةِ فَرحــةَ الأطـيارِ
لو أنَّ ثلجكَ يقتفي جمـرً النّـوى
......... لتكحلــتْ من بــردهِ أوجـــاري
قولي لثلجــك يكتوي ضلعَ المدى
........ كيما يذوب بجمـــرتي و أُواري
شّــتّانَ ما بين الربيع حبيبتي
........ قُطـبَ الجليـدِ و وحــدتي و النّـارِ
لا تقبعـي شـاطي الرمـــــال كئيبــةً
...... فالشمسُ تأفــــلُ عــن كئيـب مَــدار
و تلمَّسـي سُبـُــلَ الحيـــــــاة بهيجــة
......هَـــزَجَ السَّحـاب بهاطــل لأامطــار
وَجَــعَ الشِّغـافِ روايــة و مدامــــع
..... وعلى الرصيف دفاتـري و نثــاري
و القـاربُ المغـروس رمـل حـكايتي
...... يحكي البقــــاءِ لرحلــة الإعصـــارِِ
و حطـام ألف سفينـة عَصَفَ الهـوى
.... و أطـاحَ غـض شراعهـا و الصّاري
لو أنَّ وجهي يرتمي شمس اللقا
........... لتفتحـتْ بشروقِــهِ أزهــــاري
لا تحـــزني نحـــنُ البقــاءُ حبيبتـي
...... نبـني الحيــاةَ و بهجـــةَ الأعمــــارِ