قراءة
في اعمال الفنانة د.عبير بشير
بقلم
/ أ . سمر غميرد
إن المتابع
لمعرض الفنانة التشكيلية عبير عامر بشير.
يجد
عالمآ ملونآ شفاف بكل ما فيه آسر لعين الرائي يجعلنا أسرى لجمال يتدرج رويدا رويدا
بالعين لتصل لعالم من نوع آخر لا يشبه عالمنا المادي بكل ضجيجه و تلوثه البصري
...... حيث تغدو الاحلام بكل جمالها وتألقها واقعا مرئيا على مسطح اللوحة...ان الذي
ينعكس من تجربة الفنانة عبير عامر تلك المعرفة العميقة بمكونات اللون من حيث قدرتها
على الولوج عميقا في نفس المتلقي وإحداث ذلك الأثر العميق في أحاسيسه وجدانه يتجلى
ذلك في لوحات الطبيعة التي عكست علاقات لونية متميزة بتناغمها وانسجامها حيث استخدمت
الألوان ببراعة شديدة لتعكس عالما من الجمال الأخاذ وصولا إلى تلك السكينة التي تطلبها
الروح في زمن كل ما فيه يتحرك ويضغط سلبآ على اعصاب الانسان الذي بات ينشد لحظة من
هدوء وتأمل تمكنه من الاحساس بالجمال أينما وجد .
لقد
استطاعت الفنانة ان تقدم هذا الانسجام والهدوء لدى المتلقي لدرجة ان المتأمل للوحات
الطبيعة لديها يصل لدرجة التزاوج مع هذا المرئي الماثل على سطح اللوحة أمامه ويصبح
جزءا أساسيا من هذا المشهد ومن مكونات هذا الجمال الهادئ والمتميز بكل ما فيه.
ان في
معرض حديثي عن هذه الفنانة التي أدهشتنا أعمالها المتنوعة وأساليبها وتقنياتها المتعددة
يحضرني أسماء العديد من الفنانين الكبار اللذين عملوا على رسم الطبيعة وكانت تجاربهم
غنية وثرة فأجد تجربة الفنانة عبير في التعامل مع الطبيعة لا تقل إبداعا وتميزآ عن
تجارب الكثير منهم فآثرت اليوم أقدم جزءآ من انطباعآ وقع في نفسي لدى رؤية أعمالها
والتعرف الى تجربة أحسست أنها تستحق الإضاءة عليها لما فيها من تميز وصدق يخاطب الروح
الانسانية ككل في توقها المستمر لتكون جزءا من جمال هذا العالم الآخاذ، على أن أعود
ذات يوم لأقدم دراسة مستفيضة لتجربتها بكل زخمها وتنوعها.