#طيف_وفاء
كما طاووسٍ يتباهى بريشاته الملونة كنت أجر طرف ثوبي الحريري
لي ثلاثة أيام وأنا أبحث عن فستانٍ له لون عينيك ..
وما أدراكم ما لونها.
أحببت انعكاساتك في كل تفاصيلي .
ويوم أكون متأنقة فلابد من أثيرك حولي .
كهالة من الأحجار الكريمة تزيّن معدني ..فأتباهى لأن لا أحد هنا سيكون يشبهني ..
اعترافي لك بحبي زان شفتي ببريقٍ لا يبرحهما..
احتضنت روايتنا في منامي فصارت لا تبرح احلامي ..
وهذه ليست أي مناسبة أنه عرس أغلى صديقة لي ..
قضيت طفولتي بين ألعابها وعلى صفحات روايات الأطفال خاصتها وتلاصقت مكاتبنا في الفصول المدرسية حتى كاد أن يصبح شبهنا واحد..
لكن لكل واحدةٍ منا بريقٌ مختلف ..
سحبت أحد الكراسي ..
جلست أرتقب نزولها كأميرة من على السلم المكتظ بالأزهار البيضاء .. كقلبها ..
دقت الدفوف ..
دق قلبي ..
هاهي كطاقة نور تنبعث من السماء ..
كساعة قدر جمالها يبهج القلب ويبهر العين.
هاهي صديقتي ..
ابتسامتها كملحمة عشق كُتبت منذ زمن .
نظرتها كحيلة تسحر من تلمسه بنورها .
وجنتاها الورديتان تمطران أزهارًا على من يراهما ..
شعرها كمسبحة تضيء ليل عابد في محراب الحسن ..
ها قد بدأت تلوح هي ومن توجته على عرش مملكتها ..
ويحي ..
من ذاك الذي تتأبط ذراعه ..
ملامحة تشبه ملامحك ..
الأضواء تبهر عيني فلا أستطيع أن أتبينه..
خطوات بطيئة .. لحظة تمر ثقيلة ..
حتى ظهرت واتضحت خيانتك ..
مابال ملامحك تبدو كلعنة ..
سواد ..سواد .. غطى فرحتي ..
من منكما الخائن ؟؟
أنت !!
هي!!
وكيف لم تخجلا حين وضعتما اسمي على دعوة العرس في باقة الأزهار تلك ؟؟
أهكذا تكون الخيانة ..
قسوة في القلب والعين !!
لك الله يا قلبي المسكين ..
أحببته وعشقته وملّكته صك تنازلك عن حياتك..
جعلته يستعبدك واستكنت تحت رمشيه واتخذت من عينيه دارك ..
آلمني قلبي ..
ظللت أحدق فيهما درجة .. درجة .. يتخايلان ويتمايلان .. في سعادة .
وجحودهما لي كأنهما لا يعرفاني أبدا ..
لملمت ثوبي الانيق ..
خرجت من القاعة غاضبة مسرعة ..
تفاجأت حين اخترقت بابها الموصد على المباركين ..
هناك لمعان مرآة .. توقفت ...
فلم أرني..
نظرت لقدميّ فوجدتني لا ألامس الأرض ..
فعلمت اني مرهقة ..
التحفت تربتي .. ولملمت عظامي على الوفاء.