بقلم الشاعر: أ.محمد خالد النبالي
ـــــــــــــــــــــــ
( نَوافذُ الحِرمانْ )
كُنتُ في الغَيْبِ كشُعْلَةٍ بمِصْبَاحٍ زَيْـتُهُ مِن نُورٍ؛ وَجِئْتُ إِلى دُنْيَا النَّاسِ
فَإِذا بالشُّعْلَةِ تَزْدَادُ اشْتِعَالاً ، وشَتَّانَ مَا بَينَ الأمْرَيْن !
شَـتَّانَ بَينَ شُعْلَةٍ في ضَمِيـرِ الـزَّمَانِ الصَّامِتِ تـُدَاعِبُ ضَـوْءَ الرُّوحِ مَا سَجَدَتْ
مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ للربِّ المُمَجَّـد .
وشُعْـلَةٍ في مِـرآةِ الحَـيَاةِ ، تُضِىءُ كـآبـاتِ لَـيْـلِ الغُرْبـَةِ بدَمْعِ قَـدَاسَةِ
مَشَاهِدِ الثَّباتِ علَى أرْضِ عِشْقِ اللحَظَاتِ التِي كُـتِبَ أنْ تكُونَ
قَصِيرَةً لأنـَّهَا أَجْمَلُ مَا كانْ .
نَوَافِـذُ الحِرْمَانِ يُطِلُّ مِنْهَا وَجْـهُ الزَّمَنِ لِيُبْصِرَ كُلَّ مَا دَوَّنـَهُ القَمَرُ
علَى صَفْحَـةِ جَبينِي الَّذِي مَا عَادَ يَمْـتَلِكُ نـَاصِيَةً لِنَيْلِ الأمَانِي .
نـَافِـذةٌ لِلبَوْحِ ، وَنـَافِـذةٌ لِلفِـرَاقِ ،
ونـَافِـذةٌ لِلألَمِ الَّذِي أَدْمَنَ خُلُودَ أَصْدَاءِ الَّذِي قـد كَان .
وَالحِرْمَانُ كَدَمٍّ بجَنَاحِ عُصْفُورٍ ، مَهْمَا حلَّقَ فَإِنَّ آهَـةَ الوَجِيعَةِ
تَضْرِبُ بسِكِّينِ جـزَّارٍ وَمُـدْيـَةِ وَاقِـفٍ علَى رُؤوسِ مَنْ ظَلَمَتْهُم
الحيَاةُ يَنْتَـظِرُونَ أمرًا بنَزْعِ رَأْسِ الأفكَارِ عَنْ جَسَدِ المَوَاقِف .
نَوَافِـذُ الحِرْمَانِ مَا زَالَتْ تَحْـلُمُ بمُرُورِ السُّعَدَاءِ علَى طُرُقَاتِهَا ،
والحَيَاةُ لا تَعتَرِفُ إلاّ بدُمُوعِ العَابـرِينْ .
أيا نـَوَافِذَ الغُرُباءِ ، إليْك مِنِّي السَّلامُ ,
فَتَذكَّرِينِي .. إِذا أَقْبَلَ النَّهَارُ ..
فَقِيلَ : قَـد مَـرَّ مِنْ هُنَا شَبَحٌ نَبيلٌ ..
ثمَّ غَادَرَ نَحْوَ اللا نِهَاية
________

