-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

د. طه جزاع في ضيافة " دار العرب " : تدعيات ازمة كورونا على الاقتصاد العالمي

د. طه جزاع في ضيافة " دار العرب " : 

تدعيات ازمة كورونا على الاقتصاد العالمي 

  حاورته   / دنيا علي الحسني



كان من المتوقع إن تنخفض أسعار النفط العالمية للعام الحالي بسبب تراكم زيادة المعروض النفطي تدريجياً بحدود 55- 50 دولار نتيجة تباطؤ النمو الإقتصادي العالمي  ولكن تداعيات الوضع الحالي أدت إلى أزمة حقيقية بسبب ظهور وسيطرة عامل جديد لم يحدث سابقاً في الصناعة النفطية والأسعار  وهو عامل الاوبئة وهنا نعني فايروس كورونا والذي ساهم في تدني الطلب وزيادة المعروض النفطي وتراكمه ثم دخل عامل ثالث إلا وهو عدم نجاح منظمة أوبك في تسويق مقترحاتها على شركائها مما أدى إلى إنهيار سعر برميل النفط ما دون الصفر وذلك لأول مرة في التاريخ ومن المعروف عن منظمة أوبك بأن إحدى مهامها هو تحقيق مصالح أعضائها وأهمها إدارة المعروض النفط العالمي لغرض موازنة العرض والطلب لدعم الأسعار وجعلها مقبولة من قبل المنتجين للنفط والمستهلكين والصناعة النفطية والاقتصاد العالمي جريدة الشرق  توجهت لاجراء حوار مع د. طه جزاع  لتطرح عليه جملة من الاسئلة حول هذه الازمة الاقتصادية العالمية واجابنا الفيلسوف والصحفي المخضرم بفكره النير وبروحة الشفافة :- 


♧ – ماهي التوقعات المرتقبة في ادارة القوى العالمية للاقتصاد العالمي بسبب الانتكاسات في أسعار النفط ؟


&-لاشك ان الوضع الاقتصادي في أغلب بلدان العالم قد تأثر سلباً ، بجائحة كورونا ، وجائحة أخرى لا تقل عنها خطورة ، وهي واحدة من نتائجها المباشرة ، وأعني بها هبوط أسعار النفط إلى مستويات لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل ، مما أحدث إرباكاً وفوضى في حركة الاقتصاد العالمي ، شبيهاً إلى حد ما بالأزمة الاقتصادية العالمية في سنة  1929 والتي وُصفت بأنها سنة الانهيار أو الكساد الكبير . لذلك فإن القوى العالمية المهيمنة على اقتصاديات العالم ، لن يكون أمامها إلا اتخاذ إجراءات غير تقليدية لتجاوز آثار هذه الأزمة ، لعل في مقدمتها إعادة النظر في قوانين التجارة العالمية ، والحد من تدفق السلع والخدمات وفق منطق العولمة ، والعمل على تخزين كميات هائلة من النفط استغلالاً لانخفاض أسعاره – كما يحدث في الولايات المتحدة التي صرح رئيسها انه يهدف إلى الحصول على75 مليون برميل كخزين احتياطي – فضلا عن خطوات أخرى تخص العملات النقدية واحتياطي الذهب ، وإعادة النظر بالتسهيلات التي تمنحها الدول للشركات الكبرى ، لاسيما تلك الشركات الخاسرة ، وعدم تقديم الدعم للشركات التي أعلنت افلاسها ، بسبب هذه الأزمة أو قبلها .


♧ – ما مدى النتائج السلبية المترتبة على ما يحدث الآن في الأسواق العالمية اذا لم تتم معالجته في أقرب وقت ممكن ؟

&-  من أبرز النتائج السلبية التي سيشهدها العالم في حالة استمرار هذه الأزمة ، هي حالة الكساد الاقتصادي العالمي ، وبطء حركة السلع ، واختلال الثقة بين البنوك والمصارف ورجال الأعمال ، ومشاكل اقتصادية وربما سياسية في الدول التي تعتمد في صادراتها الاساسية على النفط وحده ، وزيادة نسب الفقر في البلدان النامية بسبب تقلص فرص العمل خارج بلدانهم الفقيرة – بلدان جنوب شرقي آسيا على سبيل المثال – وعدد من البلدان العربية ، والأخطر من ذلك كله البطالة بوجوهها البشعة والمدمرة اقتصادياً وتنموياً ونفسياً واجتماعياً .


♧ – ماهي الأسباب المباشرة وغير المباشرة وراء ما يحدث في أسواق النفط العالمية ؟

&- لعل أفضل من يجيب على هذا السؤال الاختصاصي هم الخبراء فيه ، فأنا كاتب ، ومجرد متابع للأحداث العالمية ، والاقتصادية منها ، وخبرتي في النفط ومشتقاته لا تتعدى ملأ خزان السيارة بالبنزين ، أو ملأ برميل النفط في بيتي من أجل الشتاء ، وعادة ما يجيء الشتاء ويمضي من دون برد قارس ، ويبقى برميل النفط على حاله تقريباً ، وقد انهار سعره في السوق المحلية ! . لعل أفضل رؤية لما حدث يوم الأثنين 20 نيسان 2020 وهو يوم هبوط سعر النفط الأمريكي ، تلك التي قدمها الخبير النفطي الكبير المهندس عصام الجلبي ، ونشرتها جريدة الزمان في عددها الصادر بتاريخ 22 نيسان ، وفيها تفاصيل تقنية كثيرة حول ما حدث ، لكن ما يهمنا منها أكثر من أي شيء آخر ، أن الجلبي أشار إلى أن العجز في موازنة العراق لعام 2020 يفوق ما حدث منذ تأسيس الدولة العراقية !


♧ – ما هو تأثير الأزمة الحالية على حياة الناس من الناحية الاقتصادية ؟

+ هناك تأثيرات كبيرة ومتعددة على حياة الناس ولا سيما الطبقة المتوسطة من الموظفين والمتقاعدين وأصحاب العقود والأجور اليومية ، الذين لا مورد لهم غير المعاشات الحكومية ، إذ قد تؤدي هذه الأزمة إلى تقليص رواتبهم واجورهم ، أو عدم دفعها في مواعيدها المحددة ، وربما حتى ايقافها في حال انخفاض موارد الدولة بسبب هبوط أسعار النفط – على الرغم من وجود تطمينات أطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب مفادها إن هذا الهبوط مؤقت ، وستعود أسعار النفط إلى وضعها الطبيعي قريباً - ، وتمتد تلك التأثيرات إلى عمال المعامل والمصانع الأهلية ، وأصحاب الحرف اليدوية ، وبائعي الحاجات البسيطة ، وغيرهم . وهذا بالنتيجة سيقود إلى زيادة فقر الفقراء ، والتحاق طبقات جديدة إلى صفوفهم !


♧– هل اعطاء مرتب للعاطلين عن العمل مقابل جلوسهم في المنازل ، اجراء ناجح لمكافحة البطالة ؟

&-بالتأكيد كلا ، هذا الحل يمكن أن يكون معقولاً بشكل مؤقت ، وفي حالات اضطرارية شبيهة بتعطيل الحياة العامة ، مثلما حدث مؤخراً ، إذ فكرت الدولة بدفع معونات للعاطلين عن العمل  ، بسبب فقدانهم المورد الأساس لمعيشتهم ومعيشة أطفالهم وأسرهم . مكافحة البطالة لا تكون هكذا أبداً ، الحل هو في عودة الحياة الطبيعية التي عصفت بها جائحة كورونا ، وتوفير فرص العمل للشباب العاطل ، وتنشيط الحركة الاقتصادية بزيادة المشاريع الاستثمارية والتنموية ، وتشجيع رأس المال المحلي ليستثمر في بيئة آمنة ومربحة ، والعمل على رفع المستوى المعاشي للمواطنين ، كل ذلك هي بعض الحلول التي تؤدي إلى مكافحة البطالة ، وليس بدفع الرواتب للعاطلين ! . فالعمل للإنسان وبالأخص الشباب ، ليس مجرد وسيلة للحصول على لقمة
العيش ، إنما هو أكبر من ذلك بكثير ، إنه وسيلة لإثبات الوجود ، والشعور بطعم الكد والتعب والنجاح ،  وهو في النهاية تأكيد لجدوى الحياة ، وراحة للنفس من الوساوس والقلق والشعور باللاجدوى والضياع .

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية