غَـرِيْبٌ أنَــا
قصيدة : أ . محمد خالد النبالي
آهٍ مِنَ النَّفْسِ الغَرِيْبَةْ
آهٍ مِنَ الايَّامِ أغْرَبُ مِنْ
جُنُوْحِ النَّفْسِ للشَّيءِ الغَرِيْبْ
آهٍ مِنَ الخَلَلِ الرَّهِيْبِ
بِكَوْكَبِ التِّرْحَالِ في الأرْضِ العَجِيْبَةْ
وَالغُرْبَةُ العُظمَى تَجِيءُ بِهَا سَطْوَاً عَلى
كَـتِـفِ النِّهَايَاتِ السَّقِيْمَةِ مِنْ
بِحَارِ تَوَجُّعِي وَتَأفُّفِي
فَقَرَارُهَا فِي الحُزْنِ أنَّ الحُزْنَ طَبْعٌ وَالطِّبَاعُ
رُجُوْلَةُ الأحْزَانِ مِنْ أرْضِ الصُّمُوْدْ
دَعْنِي أُعَانِقُ لَهْفَةَ الآلامِ ،
نَهْرَاً مِنْ قُـيُوْدْ
شَاهَدْتُ أزْمِنَةً تُضَاجِعُ أسْرَنَا نَحْنُ
الرِّجالُ بِسِجْنِ أفْكَارِ
الطَّوَاغِيْتِ الَّذِيْنَ أتَوْا لِهَدْمِ
حَقِيْقَةِ الإِنْسَانْ
مِنْ بَوْحِ زَهْرٍ نَدَّ فِي قَلْبٍ
بِصَحْرَاءِ المَدَى ،
ظَلَّتْ بِسِجْنٍ لَيْسَ يُعْرِفُ أيُّ مَعْنَىً للسُّكُوْتْ
كَغَرَابَةِ الحُزْنِ النَّبِيْلِ بِلَحْظَةِ الشَّيْطَانْ
بَلْ وَابْتِسَامَةِ مَزْهَرِيَّةْ
وَكقَطْعَةٍ حَجَرِيَّةْ
لا لا تَسَلْ أيْنَ القَضِيَّةْ
بَلْ لا تَسَلْ عَنْ أيِّ شَيءٍ
فَالحَقَيْقَةُ جَوْهَرِيَّةْ
تَبْدُو الحَقِيْقَةُ كُلُّهَا سِرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ
المُصَوَّرِ فَوْقَ جُدْرَانِ الكَنَائِسْ
لا لا تَسَلْنِي يَا صَدِيْقِي
لا تَسَلْ
مَا دُمتَ تَعْرِفُ أنَّنِي بِالأرْضِ
أُشْعِلُ ألفَ سِيْجَارٍ وَإنِّي
فِي النِّهَايَةِ ألفُ مَحْرُوْمٍ
وَبَائِسْ
تَبْدُو الحَقِيْقَةُ كُلُّهَا سِرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ
المُصَوَّرِ فَوقَ جُدرَانِ الكَنَائِسْ
---------------------------
محمد خالد النبالي
من ديوان ذاكرة الترحال
كنيسة المهد في بيت لحم

