بقلم:
أ.سعدي عبد الكريم
*******
صورتكِ المعلقة على الجدار
تآكلتها الأرضة
الليل شاحب
مشُوب بالحُمرة
في وجه غزالة شاردة
من أثر طلقة طائشة
من صياد أخرق
نار ..
ودخان ..
هكذا كان الكون
قبل أن أعرفكِ
السرير بارد دونكِ
والثلج في الخارج
يغطي الوجوه
الناس يرتدون
معاطف بالية
يتهامسون بأفكار عادية
العجوز جارتنا تُراود
الهواء عن نفسه
شاب يهرب من زوجته
يلجأ إلى حانة قريبة
ليطرد من رأسه فكرة
العيش معها طويلاً
النهار رَقَّنَ قيده
والشوارع التهمت الأرصفة
فأصبحت خالية من البشر
الحدائق تقيَّأت الورد
من جوفها ..
تحولت إلى مقابر
شاعر ثمل
يلقي قصيدته في ساحة فارغة
خالية من الجمهور
يشتم الحكومة ، والأمريكان
يَسُبُّ من طبع العملات
وقوَّض الأوطان
خابت جهود رجال الإطفاء
فالحريق اتَّسعت رقعته
حتى أضحى
نار ..
ودخان !

