سُؤالٌٌ يُراوِدُنِي
نص : أ . نسيبة علاونة - الأردن
في أوَّلِ المطرِ والليلِ
ولأنِّي وحيدةٌ
أقنعتُ نفسي أَنِّي شجرةٌ
فتجاهلتُ المصابيحَ المفقوءةَ حَولِي
على أيدي صبيانِ الحَيِّ العابثينَ
وهي تنظُرُ لي بنصفِ عَينٍ وربعِ وجهٍ
تجاهلتُ الرًِّيحَ القَويَّةَ و
أنا أترنَّحُ في كُلِّ الاتِّجاهاتِ
كامرأةٍ لا تُجيدُ الرَّقصَ........ وتَرقُصُ
تجاهلتُ النَّوافِذَ الموصدةَ في وجهي
الآخِذَة من عمرِي ...إطلالة الحياة
تجاهلتُ الطُّيورَ النازِحَةَ عن أكتافِي
الذَّاهِبَةَ بألحانِها بعيدًا عن مأتمِي
تجاهلتُ الحطَّابينَ المُجتَثِّينَ أطرافِي
السّاحِبينَ إلى السَّعيرِ
عروقي ودَمِي
وظَلَّ سُؤالٌٌ يُراوِدُنِي
وأنا مُتَسَمِّرَةٌ
لِمَ اخترتُ تحديدًاِ أن أكونَ شجرةً
ولم أختَر أن أكونَ امرأةً سعيدةً .