يوميات وطن
بقلم : أ . سهام الطيار
كل الامنيات والكلمات التي رغبت الوصول اليك ولدت وماتت في حنجرتي ، وأحكامك العرفية نافذة المفعول ، تغطي أجواء أزقة أمنياتي بغيم الحزن والمنع ، ونقاط تفتيش وكلاب حراسة تطبيق قوانينك تنبح بوحشية مستفزة بأصوات سلاسل وقيود حروفي التي تتسلل ليلا ، تخرج حسرات تسافر نحو أقمار العشاق المختلقة ، ترتفع خيوط دخان يرسل اشعارات استغاثة لنوارس العدالة التي انشغلت بتوصيل تراتيل الحالمين لشموس تغزو فضاءاتهم بنور دافىء ، يفضي لملاذ يكتبون فيه قصائدهم بمنتهى الصراحة ، ويقيمون صلاة حب تخلى عن صورته المعاصرة بقداس يضوع شذى طاهر ، أختبئ بعيداً عن مسارات التكنولوجيا والعولمة ، وإشعاعات نووية وأنانية ، وأكتفى بفتات أرواح تبتاع زهور إشارات المرور بعيون بائعها الذابلة سهراً ، يئن جوعاً لنهار لا ينقضي بطعم المسافات العقيمة يقطعها ترجياً قبل ذبول أزهاره ، أودعه بأصابعي المشبوكة بمفتاح داري الصامتة لتستقبلني برياح أنتظارها المحتضر ، تفتح ذراعيها التي أنهكت لكثرة التلويح لأغنيات فرح مهاجر ، أطأها بقدمي المترددتين قلقاً ، لأرسم صورة وهمية لحياة أكثر حميمية من وحشة الصمت الساكن معي يقاسمني وجبة الطعام ظهراً ويهديني قفطان أميرة العزلة مساءاً ، وأنا أمثل دور المقتنعة بفراغ الوحشة بمنتهى إلاجادة ، وأغني برفقته بستات أمسيات ماضي أخضر ، وصدى الوحدة يترنم بتجاعيد وجه النهار العاصي ، ويتمتم خلسة بفوز أحتضارات السعادة ، يكتب تقارير موتها المؤجل لعودة المبعدين لأسباب سياسية وطائفية ، وآخرين محتجزون بتهمة الوطنية المتطرفة ، وأنا استنفذت ما أملك من عملات أدخرتها بمحض ألالم المغروس بعناية في قلوب عراقيات ، لعلها تغطي تكاليف إستئجار سكن يتألف من غرفة أنتظار وسرير أحلام مستحيلة ومطبخ بارد أعد فيه وجبات قصص صديقات تلاشين من فرط الوجع ، وتركن صورهن لافتات حزن عند ساحات الوطن ،وينقضي العام ويتبعه الآخر وبتلات الأمل تحتشد بعفوية منتفظة لأجل ربيع مسروق تحتاجه كي تزهر فتنزف أقحواناً وشقائقاً وجلناراً لوّن أنفاق ألانتظار ربيعاً أفتراضياً وسرق ربيعي يهديه لبائسة أخرى مخدوعة .

