إطارٌ .. على حائطِ قلبٍ مُجرَّح
نص : أ . أريج سعود
يا ربُّ
صارَ اللَّيلُ في قُلوبِنا .. طويلاً طويلا
وَ مِثلُهُ ، مَقاسُ الألَمْ
لا مِقصَّاتٌ تُشذِّبُ أكْمامَ المَواجِعِ
وَ لا إبَرٌ تُربِّتُ على مَفْتوحِ الجِراحْ
يا ربُّ
كلُّ طُرُقِ النِّداءِ .. غصَّةٌ تِلوَ غصّةْ
شَهيقٌ وراءَ الشَّهيقِ
نِهاياتُنا
لا يُحصى موتُها المَتينُ
لمْ يبْقَ لنا .. بِدايةْ
كيفَ إذاً نَبدأ
كيفَ نحسبُ الخُطوةَ إنْ وصلْنا الحبَّ خاسرين
ياربُّ
إنّااا لمْ نمتلِكْ يوماً .. بدايةْ
جارُنا
يَملكُ حائِطاً كامِلاً تماماً
بلا بَيت!
يُعلّقُ على صدرِ حائِطِهِ المُجَرَّح
خمْسةَ إطاراتٍ
فارِغةً تماماً
ينظُرُ إليها وقتَ العشاءِ
وَ ينامُ جائعاً .. في الإطارِ الأصْغرِ
لديَّ وطنٌ
وَ لي فيهِ رجُلٌ حَبيبْ
وَ أطفالٌ أورثْتُهُم قبلَ أنْ يولَدوا
حُزناً لا يُحَدْ
فوَطني .. لم أجِدْ فيهِ مَن يدفِنُني
وَ مَنْ أحبَبتُ .. قتَلني
انظُر إليَّ
هنا رأسيَ المفصولُ عن شَمسِ المحبّة
هذا قلبي .. تفحّمَ صمْتاً
و يدايَ !
تفحَّصْها يدايَ أرجوكَ
وَ تلمَّسْ ظهري على عَجَلْ !
إنّي باردةٌ تماماً
باردةٌ وَ للتَوِّ مَذبوحةٌ بال *لا*
فكيفَ لا أحتاجُ إطاراً واحِداً
كيفَ تسألُ إن سرقْتُ من على جُدْرانِهم
جُزْءاً من الوقتِ ؟
فأنا كبقيَّةِ النِّساءِ
كلِّ النِّساءِ القتيلاتِ
لمْ نجِدْ مكاناً ندفنُ ملحَنا فيه
أو وطناً ندسُّ في * عُبِّهِ * ما اختلَسْنا
مِن تفاصيلِ الأحِبَّةْ
أو حتّى عُلبةً عتيقةً ، نُطبقُ فيها على غصّاتِنا
قبلَ الشّهيقِ الخانقِ
بآخرِ اللاءات
ياربُّ
مُتَّهمونَ نحنُ بالأوطانِ .. زوراً وَ بُهتانا
مشلولونَ!
أصابَنا العَمى
لكنَّ بصيرةً ما ، رُبّما أمومة
تغزُّ بالفقْدِ - كُلَّ مخاضٍ - جُزءَنا المفقودَ
لتُخبِرنَا .. بموتِ الأجِنَّةْ
وَ أنَّ ذاتَ التُّهمةِ
- بكَومةِ رصاصاتٍ أخلَوا سبيلَ طيْشِها -
مِثلُنا ..
ميتةْ !