ريشة... هي التغريدة التغريبة
نص : أ . عبد الرحمن بوطيب - المغرب
هي ريشة،
ريشة رهيفة ،
لن تجرحك،
لن توجعك،
هي فقط شظية من شظايا تغريبة.
هي الجراح تسعى،
هي الدنان سكرى،
ولا أفراح،
جراح، جراح، جراح.
ما من رحيقها دماء،
ما من رحيقها عداء،
هي مجرد ريشة،
هي التنهيدة.
وفي الأسفار القديمات الذاويات قالوا:
خذي عنها،
خذ عنها...
خذوا منها تغريدة.
من أيامنا العاقرات متاهات،
هي السرابات،
من ليالينا الجافيات عذابات،
هي السرابات...
العذابات...
التيه الهارب من أنا إلى أنا...
وما الأيام الليالي الخائبات بالقلب يتلظى، يتشظى، يتلوى... هن شاعرات.
هو الرحيل يدنو،
هو السفر البعيد ولا مآب،
وما على الأرض هذي أُمِّنا أرباب...
ما على هذا الأديم اليباب غير صحاب،
رفاق، رفاق ، رفاق...
أينهموا، كانوا، الرفاق!
رحل الذين نحبهم،
رحلوا...
وما على أوراقٍ ذابلاتٍ غيرُ رحيقِ وتينِ ريشةٍ واهية،
بأنفاسِ رعشةٍ دهشةٍ قبلةٍ أولى هي راعشة،
هل لها اليومَ أمسِ غداً أن تنتعش؟
هي ريشة،
وفي القلب منها لكم رسالة...
كَلَّ اليراعُ،
هو الضياع،
وما غرّدت بين السطور الذابلات سوى تلك الحروفِ الغريبة...
حروف،
حروف،
حروف...
هي رحيقُ وتينِ تلك الريشة.
" : 2020/2/6.