مفارق الصمت
أ . نرجس عمران - سوريا
أبللُ الأشواقَ بشوقي فأُغرقها
حين أجالس ذكراك
في عقر الثواني
أنا ماعهدتك قناعا
يرتديك الغياب
ليتباهى بك
ويجعلك كسراب الفيافي
تراك الأعين فتشتهيك
ويوجع ُ الروحَ
دبيبك في الوتين
- -
أنا ماعهدتُ الماضي
يخلد أبدا
ليكون حاضري وغدي
ماضيك
بسهولةٍ بدلتَ
تراتيبَ السنين
كأوراق روزنامةٍ
عشقتِ الفوضى
وأعجبها التقديم والتأخير
فَتُحِينُ أوقاتا
أوقاتها ليستْ الحين
- -
عهدي بالوطن
ترابا ...
سَكنا وسُكنى وخارطةً
من مسافات
فكيف تَحجّمَ
في حضنٍ وثير ؟
أزوره في أوقات الحلم
حتى صار حلمي عتيقا
يضاهي الذهب الثمين
- -
أنا ماعهدت الإرتواء
بماءٍ يزيدنا ظمأً
ولا هو بخيالٍ
كان يوما لبشر
فكيف بك كأسا
يرويني ؟
فيسكرني عطشا..
فأزيدُ ..
فأبعثُ من جديد
لأبحثَ عنك مجددا
في العناوين
- -
وعهدي بالروح
تخلقُ لشخص ٍ
فكيف تجرأتَ
على شخصي
وسلبته الروح ..؟
وبتُّ أنا أحيا بك
لكن من دونك و دوني
و دون معين
- - -
يالّلا فظاعة الوحدة
تغترفُ قُدور حياتنا
ولا تشبع
فتعود لتلتهم
كل ما طهاه الصبر
من أمل
على عُجالة
وتتركنا مائدة
بلا قوت ٍ و بلا طاهين
- --
فأسلمُ للأحوال حالي
وأكملُ العمر
بابتسامة مشلولةٍ
ونظرة عمياء
وروح مشردة على
مفارق الصمت
تلتمس رأفة الموت
والسطر ..
أن يفيها الحق مما قاله
الشعر والنثر ...
لكن من أنين