هُـنــا البَلـوى
نص : أ . ريــاض جـــواد كشكــول - العراق
ألا أنّي تَسلحتُ بما أَعدَدتهُ سَلفاً
مِـن اللا حُرِّفَ الأشباهُ في المنفى
أساطيرٌ تُداري خَيبةَ التأريخِ لو كُشِفَتْ
بلا مأوى
حَريرٌ بينَ فخذَي كُـلِّ أزمنتي
كـَغُلمانٍ تعيشُ على بابِ أَضرحَتي تَبيعُ الهَمَّ والسلوى
إذا أجتمعوا
يبيعوا حشرجاتٍ ما لها نَفعٌ سوى الشكوى
و ينهالوا بِأُحجيتي علـىٰ أطرافِ قافلةٍ
مُحَملةً مِـن القُصصِ التي كانتْ مُسَجاةً على الحلوى
تعيشُ بها مُدنٌ مُنَظَمةٌ من النملِ المُلونِ
كالدنانيرِ التي في كيسِ شَحادٍ يراها غايةً كُبرى
هُـنــا البلوى
هُـنــا نَهذي علـىٰ وَطَرٍ مِـنَ الأفلاكِ تَجتَنِبُ
لِتُمْنـي فَوْقَ خُبـزٍ يابسٍ تَختالهُ رَهَقا
تَبيضُ سِفاحَ رَغبتِها
لِتـولِـدَ بالبغاءِ
توأميـنِ علـىٰ شَكـلِ الذي يغتابُني
في الليلِ
كالمهووسِ في خَمارةِ الدَجلِ
وحينَ يلوحُ خيطُ جبيني يَختفيا
خَفافيشٌ تُحاوِلُ أَنْ تكونَ حمامةً بيضاءَ
في ظِلّ أعشاشِ الخرابِ
بِـلا جَدوى
هُـنــا البلوى
تُصَفِقُ في صحاري الغَدرِ غانيةٌ
تَحومُ حولها الغربانُ في زيفٍ
تظِنُّ بِأنَّها شُهُبٌ تُغوى
تُداري عَرجَةً في مشيها مَجبُولَةَ النسبِ
فلا طاووسها صِدقاً ولا مَرفُوعةَ المِنقارِ
مَحسوبةً صَقراً ترى أخوالها حُجُبا
فَكـَيـفَ يَكُونُ مِـن بَعضِ حاشيتي
إذا ما كـانَ حاجِبُ أهلنا عَجَبا
بلا عَجَبٍ يلوكوا في بقايانا
ويعلو صوتَهُم صَخبا
هُـنــا البلوى