-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

مسرحية سجن الضفادع ... بقلم : أ . عبد الصاحب ابراهيم أميري

مسرحية
 سجن الضفادع
بقلم : أ . عبد الصاحب ابراهيم أميري 



، - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - 
الشخصيات
-السجين
-الفنان
**-أصوات السجناء

المنظر
 زنزانة، قذرة بعض الشيء، على جدرانها نقرأ شعارات  متناقضة وأثار دماء،  كل ما فيها سرير وغطاء وصحن فارغ للطعام، تضم سجينا في الأربعين  من عمره، يبدو الخوف والإرهاق على محياه،
يجلس على السرير ملتصقا بالحائط،  أصوات السجناء، تسمع من بعيد وقريب
أصوات السجناء-(يهتفون)
عاش الباطل
عاش. عاش. عاش
ومات الحق
مات. مات. مات
فالح
فالح
أصوات السجناء-(يصفقون ويعربدون)
يضع السجين اصابعه في أذنيه، كي لا يسمع شيئا، الإ ان الأصوات  توذيه، يضرب  راسه  بالحائط مرات،  نشاهد آثار دماءه على الحائط، السجناء يرددون شعاراتهم 

أصوات السجناء-(يهتفون)
عاش الباطل فالح
عاش. عاش. عاش
ومات الحق
مات. مات. مات

 أصوات السجناء-(يهتفون) 
تسقط الأمطار صيفيا 
تا
تسقط  تسقط. تسقط
السجين، يحاول الفرار من الاصوات دون جدوى، لا يطيق السكوت
السجناء يهتفون
فالح.   فالح
أصوات السجناء-(يهتفون) 
تسقط الأمطار صيفيا 
تا
تسقط  تسقط. تسقط
، يصرخ  السجين عاليا
السجين-كفى  كفى  بالله  عليكم، ما لنا و  مال الأمطار  ان سقطت وان لم تسقط، الرياح هبت  وأخذت منا سنوات  العمر
اخذت رزقنا
عملنا
السجناء-(يهتفون) 
الرياح هبت  وأخذت منا سنوات  العمر
هبت  تا
هبت هبت هبت، 
السجناء-(يصفقون) 
السجين-اتركوني. بحالي.،. انه يومي الأخير ، أريده هادئا، استعرض  فيه  سنوات  عمري ، زواجي، كفاحي،  محل المرطبات، مكان عملي، وانتم وما فعلتموه بي
أصوات السجناء--عاش  عاش عاش
 (يصفقون)
السجين-(يبكي). من هذا الذي  عاش ، انا (بسخرية) 
انا ميت  لا محال، صدر قرار حكم  اعدامي ، وابصمت، 
اريد ان أذهب مرتاحا، وراسي فارغا، تماما أمامي ممر طويل مظلم فيه أشد الحساب،
اتركوني. اتركوني
أمركم عجيب
السماء بدأت تمطر العنكبوت.
تمطر العنكبوت 
الحب على الارصفة يباع بالمجان 
قتل  ودمار وتهجير
لا وفاق ولا سلام 
البلبل لا يغرد
لا لن يغرد
ولن يغرد
 السجناء-(يهتفون) 
 السماء بدأت تمطر العنكبوت.
تا
تمطر العنكبوت 
الحب على الارصفة يباع بالمجان
يباع بالمجان 
قتل  ودمار وتهجير
لا وفاق ولا سلام 
البلبل لا يغرد
يضرب  السجين  راسه  بالحائط مرات،  نشاهد آثار دماءه على الحائط، السجناء يرددون شعاراتهم 
 السجناء-لا لن يغرد
ولن يغرد
  حتى وان غرد  الرجال
لن يغرد
يضرب  السجين  راسه  بالحائط مرات،ياخذ منه الإرهاق  ماخذا، يبكي بألم 
وهو يردد
السجين-لن يغرد لن يغرد
يغلق السجين عينييه، ويسرح بعيدا، أصوات  الضفادع  ترعب  السجين، يتقلب  يمينا  ويسارا،
السجين - =يصرخ) ابعدوا الضفادع عني
رجل في الخمسين من عمره،  أنيق الملبس والمنظر، نراه في السجن، ينظر بألم للسجين،  يقترب خطوات نحو السجين، يتأمل ويراقبه من بعيد، يفتح السجين عينيه، يتراجع السجين  للخلف مذهوراء، ينظر إلى باب السجن يراه مقفلا، يرتبك قليلا
السجين، - من هذا الذي ارسلك صوبي
الانيق - لا أحد
السجين-كيف دخلت والباب موصد
الانيق-الحائط الرابع
السجين - لا أفهم. الحائط الرابع
الانيق-لكل مكان أربعة جدران، أحدهم يطلق عليه الحائط  الرابع، وجدته منهد ما   فدخلت
السجين - اانت من الأنس او الجان
الأنيق -  اي جان، انا من الأنس
السجين - لم لا تتركني وتذهب  من حيث أتيت، اريد  هذه السويعات الأخيرة لي وحدي اقضيها لوحدي مع اربعين عاما  من الشقاء، انا متعب، وفجر غذ يوم اعدامي، ارجوك أذهب
الأنيق - لهذا انا هنا
السجين - انت محامي
الأنيق - كلا
السجين - صحفي
الأنيق - كلا
السجين-(محتدا)، لا تلعب معي، انا متعب
الأنيق - انا فنان
السجين، فنان مصطلح شامل
الانيق-انا  فنان  مسرحي
السجين - وماذا تريد من حالي أيها الفنان 
الأنيق - ما تريده الجماهير، 
السجين - تحدث  معي على قدر علمي  ومعرفتي 
الانيق- لاشيء، اريد خدمتك. اقدمك للجماهير ما دام الحائط الرابع منهد ما، تستطيع إرسال رسالتك  للعالم، قد تكون لك ساعة خلاص
السجين - استطيع
الأنيق - تستطيع، ابدا فالوقت ضيق
السجين، يتقدم خطوات  نحو مقدمة السجين،  يتفحص المكان لا يجد حائطا
السجين - (بذهول)
من حقي اندهش و  اتسائل، انا الان وجها لوجه  مع  الجمهور
الأنيق - نعم جمهور قد يساعدك في ورطتك هذه. احكي ما عندك بصدق 
السجين--سأفعل هذا
الأنيق - بصدق
  السجين - بكل صدق قضيت حياتي عاملا في محل بيع المرطبات، في وسط سوق المدينة الكبير
لم اكمل دراستي، توفي  والدي وانا في العاشرة من عمري، من يومها عملت في محل لبيع المرطبات،
زبائن المحل اختلفت ثقافتتهم، سعيت ان أبدو مثقفا، بدأت اقرأ في  وسعي  لم أفهم كل ما أقرأ. المهم  أقرأ
فبدات انطق من غير وعي، في عصر يوم من أيام الصيف، كان المحل مزدحما بالزبائن،  والاعتصامات على اشدها في المدينة، سألني زبون عن اسمي،  فجأة ودون سابق إنذار، دخلت  في جلد   رجل  الاعتصامات نطقت باسمي كرجال الاعتصامات، (يمثل) 
أيها الأخوة 
اسمي فالح
وابي جواد، قضيت حياتي، عاملا مكافحا
أنا مواطن
واحب وطني
التف حولي الزبائن، زبائن المحل
حملوني  على الأكتاف وهتفوا
فالح. فالح 
طافوا بي المحل
والسوق 
التف حولي أبناء المدينة رجالا ونساء وشيوخا
نسيت من اكون
صرخت بإسمي
أيها الاخوة
اسمي فالح
وابي جواد، قضيت حياتي، عاملا مكافحا
أنا مواطن
احب وطن
لدغتني حشرة 
صرخت
آه
صفقوا
هتفوا 
رقصوا
اشتد بي الحماس
صرخت
سكتوا
نطقت
كانت حشرة
أصبحت بطلا
الناس حولي
يهتفون
لبيك. لبيك.  
نحن بين يديك
اشتد الحماس وبدأت احلم واكون ما اكون
مديرا
مسؤلا
 وزيرا
اكون سفيرا
 وصورتي شامخة في الدوائر
والأسواق والبيوت الراقية، وفي مكاتب الاحزاب، كتبوا تحتها بحروف مطرزه 
فالح المفدى 
ينظرون لي باعجاب
صرخت بأعلى صوتي
دعوني اجوع 
دعوني اشرد
من اجلكم
صفقوا ثم صفقوا
رأيت صوري في كل مكان
صرخت
اجوع 
أموت عاريا
دون قيود
اكون طليق
رقصوا 
وانا على الاكتاف
طربوا
وانا على الاكتاف
الأنيق - وبعد
السجين-اختفيت
الأنيق - اختفيت
السجين-نعم اخنفيت
تركت العمل والبيت، طوردت
اختفيت 
لا أدري بدأت ام انتهيت 
طوقوني
في يقظتي 
واحلامي
حاصروني
أطلقوا النيران  أينما  اظهر
النيران تطلق علي ويصرخون
-ارمي سلاحك
-لا سلاح عندي
- أغلق فمك
فمي مغلق
قبضوا علي
 رموني بسجن الضفادع
جن جنوني
بدأت ابكي ليل نهار
 واخذوا مني اسمي
الأنيق - أهذا كل ما عندك
السجين-نعم. ستطلق سراحي
الأنيق - "الجمهور هوالحاكم
يواجه الأنيق الجمهور، 
  الانيق -    حكاية فالح  بكل ظروفها ستكون عملا مسرحيا، انتظرونا، والحكم لكم
ستار
شباط2020
عبد الصاحب ابراهيم أميري

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية