الأعمى
بقلم /الشاعر الكبير د. سعدي عبد الكريم
إلى أين الرحيل
فالباعة المتجولون يعرفونكَ
وتعرفكَ الطرقات، والأزقة، والمديات
والعابرون الحُفاة
والمُتسكِّعون في الرصافة
وفي جانب الكرخ
وصعاليك بغداد يعرفونكَ
الكلُّ يعرف سحنتكَ
وطيبتكَ ..
وإندلاق الخير من يمينكَ
لا ترحل
النّاس هنا يتلمَّسون الخُطى
على وقع عصاكََ
يا أيها الأعمى النظر
والبصير قلبكَ
لم يحنّ الأوان بعدُ
لا ترحل؛ فالمسافات بعيدة
والطرقات غير سالكة
والنّهار بعيد عن ضوء الشمس
والليل طويل ..
تَلمسَ الأعمى صورة امرأة
معلقة على الحائط
رفع كأسه إلى الأعلى
أومأََ لها ..
بصحتكِ يا حبيبتي
سأشرب هذه الكأس الأخيرة
واغفو بعدها
وفي الغد .. ليكن ما يكون
أو .. لا يكن ما يكون
وحين اطلَّ الفجر برأسه
من الباب المُوارب لحجرته
وجدوا الأعمى على سريره
جثّة هامدة ..
بقلم /الشاعر الكبير د. سعدي عبد الكريم
إلى أين الرحيل
فالباعة المتجولون يعرفونكَ
وتعرفكَ الطرقات، والأزقة، والمديات
والعابرون الحُفاة
والمُتسكِّعون في الرصافة
وفي جانب الكرخ
وصعاليك بغداد يعرفونكَ
الكلُّ يعرف سحنتكَ
وطيبتكَ ..
وإندلاق الخير من يمينكَ
لا ترحل
النّاس هنا يتلمَّسون الخُطى
على وقع عصاكََ
يا أيها الأعمى النظر
والبصير قلبكَ
لم يحنّ الأوان بعدُ
لا ترحل؛ فالمسافات بعيدة
والطرقات غير سالكة
والنّهار بعيد عن ضوء الشمس
والليل طويل ..
تَلمسَ الأعمى صورة امرأة
معلقة على الحائط
رفع كأسه إلى الأعلى
أومأََ لها ..
بصحتكِ يا حبيبتي
سأشرب هذه الكأس الأخيرة
واغفو بعدها
وفي الغد .. ليكن ما يكون
أو .. لا يكن ما يكون
وحين اطلَّ الفجر برأسه
من الباب المُوارب لحجرته
وجدوا الأعمى على سريره
جثّة هامدة ..