شتات
نص : أ . أميرة
إبراهيم – سوريا
لا تصوّرْ
ما عادتْ
تنفَعنا الصّور
أَبعدْ
عدستَكَ
لنْ
تنقلَ لهمْ
سوى
صرخاتِ القهرِ
ورائحةِ
الجثثِ
عذرًا..
قفْ جانبًا
واتركْ
أصابعَ الدّهشةِ
تفرُّ
بحثًا عن وطنْ
دعْ
دمي ينسابُ
على
نبضِ البلادِ ملاءةً
دعني
أكفكفُ ما تبقى منْ كرامتهم
وجعي
أغنيةٌ للمارةِ
حينَ
غابَ صوتُ الحقِّ
وأضنانا
الألمْ
نامتْ
ضفائرنا على كتفِ الطفولةِ
فانسابَ
الدمعُ أنهرا
على
مقلِ الوطنْ
وغفتْ
بينَ طيّاتِ القصيدة
لم يعدْ
لنا من بلادنا،
إلاّ
نحيبنا..ودموعُ الخرابِ
ما عادَ
يسترنا البكاءُ
ولا
تراتيلُ الأمهاتِ
ولا
نصف تعويذة
لا تصوّر
ففي
اللّوحة المدماةِ اسم ملحمةٍ،
دعنا
نجمع طفولتنا الملقاة على قارعةِ الخذلانِ
على
أرصفةِ الحريقِ
اصغِ
إلى احتضارِ الكنائسِ والجوامعِ
حينَ
غابتِ النّخوةُ والعروبةُ
وامتطى
نيرون
قبابَ
الأسطحِ وضاعتْ
مفاتيحُ
السعادة
صوّر
، دمي يقطرُ على الإسفلتِ،
حينَ
تناثرَ الجسدُ
في قاراتِ
الأرضِ
وعلى
شرفاتِ الكونْ،
وبين
أقبيةِ الفواجعِ
فغابتْ
من محفظتي كلُّ الألوانِ
وارتدانا
الأسودُ
فوقَ
صومعةِ اليتمِ الموعود
صوّر
، رقصاتنا ونحنُ حفاةٌ
منْ
دمشق إلى كربلاء،
إلى
أقواسِ النّصرِ
على
أعتابِ القدسِ
وضمائرَهم
الغافية
بينَ
الرّكام
صوّر
في حربهم
الرعناء قتلوا أمي وأبي
هدّموا
بيتي
غرفةَ
ألعابي
صوّر
يا عماه ولكنْ
دعْ
لي نصفَ وجهي
ربع
الأحزان
ذاكرتي
بقيّة
إخوتي
ودعْ
لي كلّ الأحلام