-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

أ . د . لطفي منصور يكتب : بمناسبة أسبوعِ اللّغَةِ العربيَّةِ


أ . د . لطفي منصور يكتب :
بمناسبة أسبوعِ اللّغَةِ العربيَّةِ


حليم دمّوس بمناسبة أسبوعِ اللّغَةِ العربيَّةِ: مجزوءُ الرَّمَل
لا تَلُمْنِي في هَواها
أنا لا أهْوَى سِواها
لَسْتُ وَحْدِي أَفْتَديهاً
كُلُّنا الْيَوْمَ فِداها
فَبِها الْأُمُّ تَغَنَّتْ
وَبِها الْوالِدُ فاها
نَزَلَتْ في كُلِّ نَّفْسٍ
وَتَمَشَّتْ في دِماها
وَبِها الْفَنُّ تَجَلَّى
وَبِها الْعِلْمُ تَباهَى
كُلَّما مَرَّ زَمانٌ
زادَها مَدْحًا وَجاها
لُغَةُ الْقُرْآنِ هَذي
رَفَعَ اللَّهُ لِواها
فَأَعِيدوا يا بَنيها
نَهْضَةً تِحْيِي رَجاها
لَمْ يَمُتْ شَعْبٌ تَفانَى
في هَواها واصطَفاها
———-
هذه هِيَ اللُّغَةُ العربيَّةُ، وهذا جمالُها، وهي أمُّ اللُّغات، لُغَةُ الاشتقاقِ، وحلاوةِ النُّطْقِ والْجَرْسِ.
تصلُ مفرداتُها إلى مليون كلمَةٍ مَعَ المشتقّات، أكثرُها مُسْتَعمَلٌ.
إنَّ ما يُمَيِّزُ اللُّغَةَ العربيَّةَ عن سائرِ اللُّغاتِ الحَيَّةِ أنها لم تتوقفْ عن الإثراء والنِّموّ، من العهدِ الجاهلي، وحتَّى يومنا هذا. فَنَحْنُ نتكلَّمُ ونكتُبُ
ألفاظًا كثيرةً منذ العصرِ الجاهلي، وعلى امتدادِ كُلِّ العصور، وهذا لا يحدُثُ في أمَّهاتِ اللُّغَات. فأصحابُ اللُّغاتِ اللّاتينيَّةِ والإغريقيَّةِ والجرمانيَّةِ لا يتحَدَّثونَ ولا يكتبونّ باللُّغاتِ الأصليَّةِ، بَلْ بلهجاتِها كالفرنسيَّة والإيطاليَّة، والإسبانيّةِ والانجليزيَّةِ.
عندما نقرأُ شِعْرَ امرئِ القيسِ نفهم كثيرًا من شعرِهِ، ولا نحتاجُ إلى معجمٍ لفهمهِ. وهذا راجِعٌ كُلُّهُ إلى فضلِ القرآنِ الكريمِ. الذي نتلوهُ لَيْلَ نهارَ.
نعاني في ثقافتِنا اللُّغَويّّةِ من نَقْصٍ في المعاجمِ العربيَّةِ الحديثَةِ. أعني وضعَ معجَمٍ لتاريخِ اللُّغَةِ العربيَّةِ، على غِرار قاموس أوكسفورد لِلُّغِةِ الانجليليزيَّةِ، يُوَضِّحُ لنا تَطوُّرَ كلماتِ اللُّغَةِ العربيُّةِ من العصورِ القديمة حتّى يومنا هذا. وكان المستشرق فِشَر قد بَدَأَ في النصفِ الأوَّلِ من القرن الماضي بتأليفِ قاموسٍ كهذا، فنشَرَ أربعَةَ مُجَلَّداتٍ ضخمةٍ، وتوفِيَ ولمّا يُّنْهِ حَرْفَ الألف. ثُمَّ جُمِعَ ما حَضَّرَ في اللُّغَةِ وأُخْرِجَ منها قاموسُ الوسيط بمجلَّدينِ، وماتَتْ فِكرةُِ المستشرقِ فِشَر، ولَم تُبْعَثْ حَتَّى يومنا هذا.
إنَّ ما لَدينا من معاجم قديمة كلسانِ العرَبِ لابن منظور، وتهذيب اللُّغَة للأزهري، وقاموس الصّحاح الجوهري. والتكملة للصّغاني، وتاج العروس للزَّبيدي لا تسُدُّ مَسَدَّ القاموسِ التاريخيِّ المطلوب. لِأنَّ هدفَها ضَبْطُ اللُّغَةِ أَوَّلًا.
وسببُ ضَعْفِ أبنائِنا في اللُّغَةِ العرَبِيَّةِ أنَّنا نعاني من عزوفِ شعبنا عن القراءَةِ، فنحنُ أَقَلُّ شُعوبِ الأَرْضِ قِراءَةً، وَعدَمِ امتلاكِ الكتُبِ المُهِمَّةِ في اللُّغَةِ والأَدَبِ القديمِ والحديث، وإهمالِنا لقواعِدِ اللُّغَةِ ونحوها، وعلمِ الصَّرْفَ والبلاغَةِ، ونتلو القرآنَ دُونَ تَدَبُّرِ آياتِهِ الكريمَةِ في اللَّفظِ والمعنَى.
باختصارٍ أقولُ: نَحْنُ شَعْبُ "اِقْرَأْ" لا نَقْرَأ. وهذه مسؤوليَّةُ حُكوماتِ العرَبِ التي تهتمُّ بِاللُّغاتِ الأجنبيّةِ كالإنجليزيَّةِ والفرنسيَّةِ على حسابِ العربيَّةِ. نخنُ بحاجَةٍ إلى لغاتٍ أجنبيّةٍ في هذه الثوْرَةِ العلميَّةِ، ولكنّ حاجَتَنا إلَى لُغَةِ الأُمِّ والتُراثِ أكثرُ.

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية