نيسان
1974
نص
: أ . نيسان سليم رأفت
يا سفح
َروحي المليء بأمومةِ الأرض ِ
وأنوثتها....
أي
َّشيءٍ أستعيدُ
من ذاكرتي
لم أعد
أشعر ُبشيء ٍحيالَ ما أرى
كم وددتُ
لو تغيرت ْأساسيات ُالطبيعةِ
ويكون
للموت ِعمر محدد
لا تخالفهُ
أية سلطةٍ كانت
حينها
الكلُّ سيكون مسؤولاً
عن ما
أرتكبهُ من خطأ
لا يحقُ
لأحدٍ أن يحملَ عنك َشكواكَ آخر الليلِ
حاولتُ...
أن ارسم
َبالكلماتِ معان مفرحةً...
وأخرى
تلامسُ شجنَ َالمحزون ِ والقليلَ من الغموض ِالذي لا يمكنُ تفسيرهُ
لكنني
فشلت ُفي وصفِ الموتِ الذي أصبح َكزبدِ البحر ِ
وهو
يغطي هامتي
يداي
ترتجفان بشكلٍ متقطع
كما
لو أن َّ البلادَ على حافتيها:
ساعةً
تثورُ، وساعةً تهدأ
كيف
َلي أن أخلعَ أصابعي
من نصوصي
التي تزج ُبأفكارها في كلِّ قضايا البلادِ
وبذاك
الملاكِ
الذي
تركوا...
دمهُ
ينسكب ُعلى أسفلتٍ مليءٍ بالحصى
إنه
عمر ٌعاق
تخطتهُ
الحروبُ
وهو
يقف ُأمامَ بؤسه ِكالأبلهِ
لا دهشةُ
الموت ِشلّت ْبصيرتَه
ولا
رصاصةُ العدو أصابت حلمهُ....
لقد
فقدْتُ قدرتي على الكتابةِ
أشعرُ
بالسقفِ وهو ينزلُ ويقترب أكثر ..
كأنه
...
يزيدُ
من الضغطِ الذي يكبس ُعلى قلبي كل ّيوم
بالأمسِ ِكنت ُألد ُفي كل ّمحنةٍ إمرأة
أخرى أكثر صلابة مني وأكثر وعياً
عجزي ينذرُ عن فقرٍ، وعدم
قدرةٍ بالشعورِ حيال ما أرى
أقتل
ُالساعاتِ وانا
أجلسُ
على طاولةِ المطبخ ِالبائسة
أقومُ
بتكسيرِ العديد من السجائر التي لا أدخّنها
وكأنني
كبرتُ مائة عام بهيأة عجوزٍ فاقدٍ لوعيه .
عجوز
ٌبجسدٍ هزيلٍ، وكومة ِعظام
لا يقوى
على متابعة نشرةِ الأخبار...
سنوات
مرت وأنا ألعبُ ضد َّمجهول ٍ
لكنْ..
لأوّل
مرة في الحياة
ِأهرب
ُمنتصرة
يا لمكر
ِالذاكرة ِوهي تقنعنا بأن الحروبَ هي من جعلتنا ننسى الحب َّوالغناء َ
بعض
ُالأشياء ِفي هذا العالم يجب أن تبدأ فقط..
دونَ أي ّنهاية...