مجلة دار الـعـرب الثقافية

قارب أصيب بالعمى

بقلم / فتحي مهذب

لم يلتق أبدا بروحه
تذهب في الليل الى النبع
حافية القدمين..
تملأ جرة الأسرار..
لتغسل حصان الجسد آخر الوقت
مثل خادمة عجوز
تشذب شجيرة الليبدو..
بمقص (يونغ)..
كل هذا يتم داخل حجارة مسحورة..
الشجرة التي أرضعته حصدوا كتفيها بمنجل-
له أصدقاء صميمون لم يولدوا بعد..
له غزالة على حافة الميتافيزقا..
آلهة فرت من عش المخيلة..
فلاسفة هاربون من فهود الحتميات..
بعد أن فقدوا ماشية الأسئلة..
لم يلتق أبدا بسكان رأسه الخجولين..
خدعته حرباء الحواس..
مفاهيم الغراب العدمي..
ضحكة الطاووس في نبرة الكاهن..
لم يطر مثل صوفي أو بوذي
الى ذروات اليوطوبيا..
مطر عزلته ناعم..
سماؤه انفرطت برصاصة الفلكي..
قاربه الملعون أصيب بالعمى..
وضيوفه اختفوا مثل صحون طائرة..
لم يك قارع أجراس في كنيسة
النهار..
لم يك الا شحاذا في الليل..
لم تزره غير نجمة جريحة
فقدت حصان العائلة في آذار..
لم يلتق بخوري في خرم الابرة..
ليصالح سرب متناقضاته
قبل انكسار الجرة العمياء..
قبل سقوط حمامة المعنى
في الفخ الهلامي..
هكذا يرتق أسمال حيرته
في خلوة كهفه اليومي .