ركوةُ آيارَ .... تغريني
بقلم / الشاعرة مرام عطية
بقلم / الشاعرة مرام عطية
كملكةٍ و وصيفتها تطلُّ الشَّمسُ على الدُّنا ترافقها هالةُ النورِ ، تشربُ قهوتها الصباحيةَ مع جماهير الحقولِ المتسعةِ المشتاقةِ لأنفاسها وإطلالتها البهيةِ ، تلاقيها بأكوابِ الدهشةِ و كعكِ الحنينِ
وجوقةُ العصافيرِ تنشدُ على مسامعهما أغاني الفجر الشذيةِ ، فتبتسمُ التلالُ الحزينةُ ، تتزينُ بأقراطِ الضياءِ ، تتراقصُ السواقي حبوراً بأراجيحِ الربيعِ ، وتسبحُ السهولُ النديةُ في بحرِ الألقِ احتفالاً بملكةِ الكونِ
ما أروعَ هذا الاحتفالِ ! وما أطيبَ شذاهُ !
ركوةُ آيارَ المترعةُ بالخضرةِ والثمرِ المكتنزةِ بالأسرارِ تغريني بالامتثالِ لهذا الاحتفالِ المهيبِ كلَّ صباحٍ ، بنُّها السكريُّ يتلو عليَّ آياتهِ ، يدعوني لأكونَ طالبةً مجتهدةً في مدرسةِ الطبيعةِ ،أذاكرُ كتبَ الجمالِ المستفيضةِ، وأرتبُ فصولَ حياتي بأناملِ الرشاقةِ و معاجينِ الخصبِ ، فأنفضُ عن أجفاني وسنَ الكسلِ ، وأصيرُ فلَّاحةً مبدعةً أمشِّطُ شعرَ الصنوبرِ واللوزِ ، أروي عطشَ الزيتونِ في حديقةِ بيتنا الشاحبةِ حزناً على غيابِ أحبتها ، و أغسلُ شجرَ العليقِ المنسيِّ على حوافي النبعِ لأحظى بعناقيدهِ السكريةِ ونبيذِ شفتيهِ .
أخي لاتنسَ موعدنا مع شجرةِ الأكاسيا الأصيلةِ في غابِ الخرنوبِ و أغصانِ الزيزفون التي تنتظرنا لتعقدَ على ذاكِ الدربِ شالَ الفرحِ .