و جاء المشيب
بقلم / رضا السيد عبد الواحد أبو حسين
بينما أنا أتسكع على ضفة النهر . بالقرب من كوخي البسيط ذي الجدران المتآكلة . التي عبثت بها رياح السنين. رأيتني على صفحة الماء
لم أدرك بداية لمن هذه الصورة التي تتمايل مع حركة المياه. لكنني وجدتها تتحرك مع حركتي أميل فتميل.. أشير بإصبعي فتشير كذلك.. نعم إنه أنا .. ولكن متى ملأت وجهي كل هذه التجاعيد؟! . وكيف ضمرت قيعان عيوني ؟
لمن هذا الشعر الأبيض الذي يكسو رأسي ؟
نعم أنا في بداية العقد الخامس من عمري.. نعم مرت أيام كثيرة أخاصم فيها مرآتي.. لكن ألهذا الحد تغيرت ملامحي وبدأت تتوالى الذكريات منذ طفولتي وصباي وشبابي وفجأة رأيت أحد أصدقائي مارا بالقرب.. توجهت إليه مسرعا وما إن وصلت اليه دققت النظر في وجهه ورأسه....
نظر إلي مبتسما وقال نعم يا صديقي مرت الأيام وجاء المشيب.
2019/5/11