سؤال في لغتي
بقلم / فتحي الحمزاوي
لُغتي أرضٌ محروقهْ
بالنّارِ المنبعثهْ
من فوْهةِ بُركانٍ مسعورٍ
من وَهَجِ البارودْ
لُغتي سكنتها سحْلاةُ اللّيلِ
زرعتْ فيها عَسَسًا لمراقبة الكلماتْ
شقّتْ فيها طُرُقا وشوارعَ من رعبٍ
لِيُمشّطها الحَرَسُ العربيّْ
بحثا عن حرفٍ أرّقه السّهرُ
خلفَ الأبواب السّرّيّهْ
لُغتي أرضٌ مصلوبهْ
أرهقها الفأسُ المسمومْ
بِيَدِ الحطّاب المجنونِ
لا نهرَ يُبادلها العشقَ
لا غيمَ يُغازلها في ليلة عيد الميلاد
لا زينةَ تحملها في عيد الثّورهْ
أقدامُ الجندِ مُهرّأةٌ
من طول البحث عن اللّغةِ
لُغتي في عُطلتها الأبديّة تصطافُ
في ماءٍ منفيٍّ طردته الأنهارُ
من خارطة الماء العربيّْ
وتجوبُ القفْرَ مُضرّجةً
بِدِماءِ العشقِ وعطر الحرّيّهْ
محدودبة الظّهرِ
مُتضوّرةً جوعا... عطشا، متلوّيةً
لُغتي بَقَرَتْها سائبةٌ ترعى
بِنُيُوبٍ من حجرٍ
سملتْ عينيها في الضّوءِ
ثقبتْ يدها... رئتيها، وانصرفتْ
لِتنامَ جوارَ السّلطانِ
لُغتي مرآةٌ هشّمها شيخٌ
لا يتقنُ حملَ السّكّينِ
لا يُحسنُ ذبْحَ الأُضحية
لُغتي حبٌّ عُذريٌّ
في ملهىً ليليٍّ
قرْبَ القصرِ المعمورْ
في الأرض المحروقهْ