روض الطفولةِ قلادةُ زمرُّدٍ
بقلم / مرام عطية
طوبى لك
قلادةُ زمرُّدٍ في جيدكَ
ذاكَ الملاكُ
مازالَ غصناً طريَّا أمام الريحِ
و في روضِ الطفولة زهرةَ عوسجٍ نديةً
لم يرتوِ من حضن الأمومة
يهوى حكاياتِ كانونَ من جدتهِ
و قصصَ سندريلا من شقيقتهِ
يهفو لأراجيحِ الندى
سلبتهُ الحربُ المجنونةُ فطيرةَ العيدِ
وثيابَ النَّقا
فكن غيمةَ حنانٍ ، حقلَ قمحٍ
فلاحاً أميناً لاتقطفهُ حصرما
امنحهُ فرصةَ الفصولِ للعشبِ والصنوبر
دورةَ القمحِ والبرتقالِ
رحلةَ التوتِ البرِّيِّ
ليحلوَ عرجوناً شهيَّا
. . .
لازالَ ليموناً أخضرَ
لا تجرحهِ بسكينِ كلمٍ
أو ترمي وجههُ بطرفٍ جرفٍ
دعهُ كناراً يطرب الصَّباحَ
يوقظُ الشَّمسَ على التِّلالِ
و في ردهةِ الْبَيْتِ يُغنِّي
كم تحلو الأبجدية بشدو العصافير !
و كم ترتقي مملكةُ الحرف !
وهي تبني قصراً أنيقاً للورد
. . . .
إنَّهُ ابنُ النَّخيلِ والزيتونِ
يعشقُ الورديَّ والأحمرَ
يحتاجُ عمراً من الصبرِ
ليقطفَ السُّكرَ
ووابلَ مطرٍ وأطباقَ شمسٍ
ليسيلَ شذاهُ عذباً نقيَّا
. . .
فترفقْ بأوراقهِ الخَضْرِ
وغُضَّ عن هفواتهِ
وفي بحور الضياعِ كنْ ميناء أمانٍ
و في ساحِ الغضبِ كن شهيداً للجمالِ
هذِّب نظراتكَ بالنرجسِ
زوِّدها خمائلَ ياسمين
وعصافيرَ حرِّيةٍ
أرسلها في بريدِ الحمامِ
لتكونَ بين الآباء نبيَّا