تَتِمَّةُ قصّة التّكوين
بقلم / فتحي الحمزاوي
يلتقي ٱدمُ حوّاءَ بعد القارعهْ
في يديه حبّةُ التّفّاح
في يديها موقدُ الجحيم
يقرضان الشّمسَ أقواسَ قُزحْ
يسألان الأرضَ عن سكّانها
عن غراب يحرسُ الموتى إلى الٱنْ
يجلب الماء لهم، والأطعمهْ
بينما هابيلُ صائمْ
يلتقي ٱدمُ حوّاءَ بعد الغاشيهْ
في يديه الضِّلْعُ ينمو
في يديها دمُهُ يجري، فيسقي
غابةَ التّفّاح واليقطين
يحملان النّذرَ
يشتاقان للجنّة
فيها أثرُ هابيل
يلتقي ٱدمُ حوّاء بعد العاصفهْ
يسمعان الصّيحةَ الأولى
تُذيعُ الزّلزلهْ
يَرَيانِ القبرَ يُفتَحْ
لا غراب يحرس الأموات
عاريا يخرج هابيل
في يديه الضّوء والبنزين والأهوالِ
يتُوهُ في الشّوارعْ
يقطع الصّومَ فيشربْ
دَمَ قابيل
يلتقي ٱدمُ حوّاء بعد التّاسعهْ
في محطّات القطار
يسألان السّائقَ الأعمى حديثا
عن مواعيد السّفرْ
فيحيبُ الحارسُ اللّيليُّ:
"لم يبق قطار واحد
ما عدا قاطرة الغربان"
يلتقي ٱدمُ حوّاء بعد العاشرهْ
في يديه قشرة التّفّاح
في يديها تذكرهْ
تدخلُ الضّلعَ... تنام
بدخول الغايةِ
يلتقي قابيلُ هابيل
في مقاهي العاصمهْ
يشربان القهوةَ الفجريّة
وغرابٌ جالسٌ بينهما
يحرسُ الأحياء من حرّ النّهار
بعد أن غاب القمرْ