صَرخَة ضَمير الأديان
صاحب الغرابي : العراق
وَسط بيئة موغِلَة في البَداوة
ساحة مشحونة بالغبار
جَواد مُطهَّم يَشق الريح
ينبعث مِنْ أعماق الصحراء
فأس إبراهيم تُهَّشم وجوه الآلة
ثائرمقدّس غازل الموت
صوتاً فيه أنغام الزبور..
تراتيل التوراة..
بِشارَة الأنجيل..
رَتَل آيات الجَلاّل دفء
كلمات مقدّسة
مِنْ شرفات الغيوب
(أحسب أصحاب الكهف والرقيم...)
أناشيد سماويّة
ألحان السماء
كلمات كقناديل أضاءت ظلمة طريق بهيم
نفسُ هي الطهر
مابالها القبائل تشتعل حقداً..
تَضطرم غيظاً..
تنادي ياللجاهليَّة في ثارات العرب!
هاهيّ عروق الدم نَسَجَت لها مَلحَمَة
صرخة ضميرالأديان
صوت هادر على مدى الأزمان
في كل أرض مظلومة
زمان جائر
يقف عليه ثائر هنا،وهناك
عَبَق كربلاء
غرساًأخذ ينبت
قرابين على مذبح الشهادة
أعطت مال لله لله
وما ليزيد ليزيد
ثورة لن تبرد أبداً
هناك في القيعان الجدَّبى
ساعات قلائل بمقدار
دهرمن العمر
هي أبقى مِنْ الدهر
رؤوس قرابين عانقت أسنان الرماح
في أطول يوم في التأريخ الكوني
قناديل المنائر ينابيع للنور
ياللبدور السواطع
أضرحَة تَرفض
صَمت المَقابر
تدفع عنها غائلة القبائل
تلك دماء يتردد صداها في المهج
أرتَفعَت حَمراء نحو السماء
تَبعَثُ في كل جيلٍ حزناً
سَجلَّت للأيام مَلْحَمَة الفداء
أيه المضمَّخ بعبير النبوّات
تفجّع خلف ألسنة من لهب القلب
ذاك خيال أستعاد ذكرى كربلاء
لايموت من صبغ الأرض
بلون الشفق الدامي
جراح هزمت سيوفاً.