قميصي المتهرىء جاوز الخمسين
بقلم / رسول عبد الامير التميمي
1
هي أنشودة ماتعة اللذة
وأيما أنشودة
مشبعة الحس
تناغم سمتي الأليفة
تشاكس محتواي
المعبأ بالدهشة
2
أنشودة بوعي أنثوي
تتوافق وفراغي الفزع
أدرك صداها المموج
حين ينثال
وتشربه الشفاه ببطء
3
أنشودة
تتلمس جذع أنفعالي
أنا من حاولت أتقادها
بشعائر مقدسة
تريحني من شدي الذهني
لأهمل عشقي البدين
4
أنشودة مستساغة
دقيقة اللحن
بورودها الجامح
تختبيء ما وراء الصوت
لتزداد مساحة ظل وجهي
وأنا شاعر أستشعر
تحولاتها المتناقضة
5
مقدر لي أن أجهد روحي
مابين أحتراق شعري
ودخان قصائدي المفتعلة
ألا اني لا أنفصل
عن أشيائي الحسية
6
يأسرني لون ملامحها
أنداح بها بسرد منطقي
ما بين العطش والأرتواء
والغضب والرضا
لها صوت عميق
كحزمة أجراس كنائس
صداها ينساب
كمطر أبيض
يمازج ضباب الطرقات
7
الكحل الأسود
من ذات العينين السوداوين
يرمد لون الغبش السري
مفتونا كنت بدفء يغريني
من فيض اللون
أرسم شكل الغصن المتدلي
وقت البرق بأنامل معقوفة
8
الشباك صديق لي
يبوح بسر الحلم المخبوء
ما بين الكف ولون الاصبع
وأنا بقايا ظل هزيل
لزجاج نوافذ رطبة
9
هي أنشودة يا صديقي
تراقص لون جنوني الدابق
في وجه شبابيك القلب
أستنشق زفير الصوت النافث
من عبث المسافات
واللحن لن يخفت بعد
من بكاء الظلام
10
قاموسي الوردي فطن جدا
يمتص بلل المعنى
من عري قصيدة تستحم
بندى الأشجار
يا للقلق الساقط
لا يكترث لنبض الصوت
هي أنشودة يا صديقي
بوعي ذهول
حاصل معرفتي
في زمني المستعر
وقميصي المتهرىء
من وجعه اللذيذ
جاوز الخمسين
العراق / بغداد
