لُمِّي بقاياي
بقلم / يحيى عبد الفتاح
لُـمِّي بَقَايايَ من شَـتَاتِ الأرضِ
إنَّ بـَعـْضِي ضَـاعَ من بَـعـضِي
أسـيرُ فـي البِـيدِ هـائماً وحـدي
يَـقـضي بـيَ التـِيهُ مـا يـَقـضي
ملـيكةَ القلبِ إنَّ القـلبَ يـُفـضي
بسـِرِّهِ في عِشـقِ عَينـيكِ لِتَرضِي
والـعُمرُ يا عُـمـرِي قـليـلٌ فـَرْحُـهُ
لحظةً ألقاكِ فيها غريباً ثم أمضي
لُـمِّي بـقايا سـنـينِ الضَّـياعِ فإنِّي
طُـفتُ اللـيالي غريـباً أبحثُ عَنِّي
مـَلامـِحُ وجـهي وصـوتُ غـِنائي
وبيـتُ قَصـيدِي قد تنـكروا منِّي
فـعُدتُ أجـُرُّ كـهولةَ عُـمـرٍ تَـولَّى
تَـرَكـتُ ورائـي شَـبابي وزَمَـني
وجـئتُـكِ أطـوي بـلاداً حَـزيـنة
فـكوني بـربـِّكِ وطَـنَ الـتَّغَنـي
أَقْـبِلي وقَـبِّلي الزهورَ السُّـكارى
يا بـهجةَ الربـيعِ فـي فـُصُـولي
يا شـَوقَ اللـيالي لِـطلـعةِ بـَدرٍ
سَـنَاهُ مـن نـورِ لـقيـاكِ فَـصُـولي
في رياضٍ مـن رياحـينٍ تَـمَنَّـت
عِـطرَ أنـفاسِـكِ يسري في الخَمِيلِ
فَـارحمي الزهـَرَ مـن فَـصلِ الذبولِ
وارحـمي العُـمْرَ مـن لـيلِ أُفُـولي
جَـفَّ نـبعُ السُـلافِ فاسْـقِنِي شَـهدَكِ
قَـد جُـنَّ الـرِّضَـابُ حـينَ الـتَقَـيـنا
مـا عُـدتُ أدري أَيَّـانَ مـرسـاي
ولا أعـلَمُ مَسـراي إلى أيـنَ
ولـقاءٌ راقـِصُ اللـحنِ نشـوان
يَـصبُّ الحـنانَ فـي شَـفَتيـنا
فَـانْـثَنَى اللـيلُ يَـسرِي بـلحنٍ
خَـلَّدَ للكونِ رَقـِيقَ مـا غَـنَّينا