-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

مذكرات فنان ...مشاهد كتبها / أ. عبد الصاحب إبراهيم اميري

مذكرات فنان ...مشاهد كتبها / أ. عبد الصاحب إبراهيم اميري

كتابي مذكرات فنان  ،سيظهر  سيناريو كامل لاكثر من ثلاثين ساعة تلفزيونية. حتى الساعة انجزنا عشر حلقات
المشهد الاول. عام    1962
شارع جانبي معزول-صباحي -خارجي  لقطة كبيرة ، في الشارع مدرستان  كل  منهما على  جانب  من الشارع ،الاولى مدرسة ابتدائية للبنات  والأخرى مدرسة متوسطة للبنين ،  ضوضاء يعم المدرستين
   المشهد الثاني

مدرسة البنات ، صباحي -داخلي ،
تتجول الكاميرا في ساحة المدرسة الطالبات يلعبن ويتشاجرن  ،  وفي جانب من  الساحة ،  تقف بنت في الخامسة عشر من عمرها،تلتف  حولها  عدد من الطالبات  يمزحنه  مع بعض  تعلن معاونة المديرة ،  انتهاء الاستراحة ،  بالضرب على الناقوس ، يتراكضن الطالبات نحو الصفوف وتقل الضوضاء  ،لحظات ونسمع  دقات جرس مدرسة الاولاد  وانتهاء الاستراحة،
المشهد الثالث
متوسطة العشار -صباحي- خارجي
تتجول الكاميرا ،في ساحة المدرسة،
نسمع صوتا مميزا من احدى الصفوف
المعلم. -صباح الخير
الطلاب--صباح النور
الكاميرا تتجه  نحو الصوت ،نقرأ
على باب   الصف الصف الثاني ( ب)
معلم المادة ، يكتب على اللوحة السوداء
درس الإنشاء 
يلتف صوب  الطلاب رجل في الأربعين من عمره ،حاضر البديهية
المعلم-موضوع الإنشاء اليوم ، هو من انتخاب الطالب
يسير المعلم بين رحلات الطلاب ، وعددهم لا يتجاوز الثلاثين طالبا،  يجلس المعلم على رحلة شاغرة في نهاية الصف،يلتف الطلاب صوب المعلم
المعلم - أريد اشوف منو منكم  مستعد اليوم؟
سكوت يعم الصف، وإذا بإحد الطلاب ينطق ويقول
الطالب-استاذ      جواد
المعلم-جواد
الطلاب-  نعم جواد
تتجه  أنظار المعلم  صوب  جواد ذو الخامسة عشر من عمره
المعلم-هاي شنو جواد. شمسوي. ؟
جواد-(يبتسم) ما أمسوي شئ
المعلم -   انشاءك حاضر؟
جواد-حاضر استاذ
المعلم-تفضل
يقوم جواد  متجها  نحو اللوحة السوداء ويقف مقابل الطلاب
جواد -عنوان الإنشاء. حبي الاول
ما ان يسمع الطلاب  عنوان الانشاء فيتضاحكون
  جواد -نلجأ في ليالي الصيف للسطح هربا من الحر القاتل ،الذي يصيب البصرة حيث تزيد الحرارة عن الاربعين و تصل إلى الخمسين في شهري تموز واب ،
أليس كذلك  يا اصدقائي
الطلاب -نعم  صح
جواد -حتى تردد على ألسن الناس عن شدة حرارة اب. ، هذه المقولة
  -آب لهاب،يحرق البسمار بالباب
جواد- نعم اب لهاب ،يحرق البسمار بالباب
في هذا الشهر  الملتهب ،فالتهب قلبي و  احببت.  نعم احببت.  فأحببت. ولم اعرف معنى الحب ،
احببت ولم اهتم بسنين عمر  من احببتها
،احببت ولم افكر بطول المسافات  بيني وبينها
أحببت من كانت تنتظرني كل مساء  ، ولا نختلف على الموعد ولا  تمل من نظراتي الثاقبة
،كانت تبادلني الحب، لو أردت أن اسجل لها غيابا ،استطيع القول ليلة او ليلتين ،اوعندما تهب الرياح العاتية،فلا تستطيع الظهور
اما كيف بدأت شرارة الحب
الطلاب-كيف؟
يضع جواد دفتر الانشاء جانبا
جواد- ذات ليلة من تلك الليالي سحرتني قمر
الطلاب،-إسمها قمر
جواد-واسمي جواد
  جواد ،-  كان  لقمر   سحرا  خاصا.  ،لم اجده  الا عند امي
سحرتني قمر بوجهها  المنير  الذي يشع نورا
سحرتني  بوجهها المستدير  وابتسامتها الطاهرة ،
رايتها دون عمرها الحقيقي . فتاة في الرابعة عشر من عمرها،
صارحتني وصدقت معي وصارحتها بما عندي، شكوت لها حالي ،فاستمعت إلي بصبر
،عندها احس قلمي بمعاناتي وخط هذه السطور عن حبي الاول.  قمر  حبي الاول
يصفق المعلم  ثم الطلاب
المعلم-جميل ياجواد
المشهد  الرابع
ساحة المدرسة-صباحي- خارجي
يدق معاون المدرسة ،جرس الانصراف
يتركون الطلاب الصفوف بانتظام
المشهد الخامس
الصف الثاني-صباحي-داخلي
بينما  يريد الطلاب ترك الصف  يلتف بعضهم  حول جواد    مبتسمين،يضرب المعلم على كتف جواد
المعلم-جواد موضوع يستحق النشر ،بيضه وجيبه حتى انشرهه بصحيفة محليه
جواد-اشكرك استاذ
يترك جواد الصف
المشهد السادس -ساحة المدرسة -صباحي-داخلي
جرس إعلان انصراف مدرسة البنات
صوت صراخ وضحك ووقع اقدام الطالبات   وتراكضهن  يسمع بوضوح ويختلط باصوات الصادرة من مدرسة البنين
يخطو جواد خطوات بطيئة  ،يبتسم فرحا ،يفتح دفتر الإنشاء ويرمي نظرة على موضوع الانشاء
لقطة قريبة  ليدي جواد ، صحفية محليه ،يتمتم بكلماته، لقطة للصحيفة التي يمسك بها جواد عنوانها
خاطرة
قمر.  حبي الاول
المشهد السابع
-شارع المدرسة  -صباحي- خارجي
يقرأ جواد من الدفتر
في هذا الشهر  الملتهب ،التهب قلبي و  احببت.  نعم احببت.  فأحببت. ولم اعرف معنى الحب ،
احببت ولم اهتم بسنين عمر  من احببتها
،احببت ولم افكر بطول المسافات  بيني وبينها
أحببت من كانت تنتظرني كل مساء  ، ولا نختلف على الموعد ولا  تمل من نظراتي الثاقبة
تقترب فتاة  صغيرة في السابعة من عمرها وتمد يدها نحو جواد ، جواد ،لازال غارقا في موضوع الإنشاء
  جواد -،كانت تبادلني الحب، لو أردت أن اسجل لها غيابا ،استطيع القول ليلة او ليلتين ،اوعندما تهب الرياح العاتية،فلا تستطيع الظهور
تسحب البنت يد جواد
البنت-هاي الك
ينظر جواد للبنت باستغراب
جواد-شنو هاي؟
تلتفت الفتاة الصغيرة للوراء وتشير الي بنت سمراء ،مليئة بعض الشئ
البنت -،من هاي
نظر جواد باتجاه الفتاة فاشارت برأسها إيماء بالإيجاب، وابتسمت مبتهجةياخذ جواد المظروف من يد البنت الصغيرة ، يرمي نظرة فاحصة على المظروف ،فيرى على الظرف قلبا مصاب بسهم  ثاقب والدماء  تسيل من القلب ملونه باللون الأحمر
تتجه انظاره صوب الفتاة، لقطة قريبة للفتاة  ترفع يدها بالتحية  ،يختل توازنه  ويكاد يقع ، ينظر ثانية صوب الفتاة، لقطة قريبة للفتاة، تضحك مسرورة ،
يصفر لون جواد ، يضغط بشدة على الرسالة ويخطو خطوات مرتبطة
لقطة قريبة للفتاة ، تسير خلفه ، وتنظر اليه بشوق  ،يحس  بوجود الفتاة خلفه الاانه لا يجرو النظر الي الخلف
يشعر جواد أن العيون كلها تراقبه ، وهناك من يناديه
صوت- جواد. جواد
  لا يلتفت  ويستمر في  السير ،يصل الي الشارع الرئيسي ،يركض مسرعا ،دون أن ينظر الخلف 
المشهد الثامن
الشارع الرئيسي. صباحي - خارجي
لقطة قريبة ليد جواد التي يحمل بها الرساله ،الرسالة ،ابتلت بالكامل والعرق يتصبب من جبينه
(ديزال)
اجتياز  الازقة الضيقة والخوف يمتلكه
  يصل الي  بيته ، يريد ان يطرق الباب ،فيجده مفتوحا ،يدفع الباب ،صرير الباب يسمع بوضوح
المشهد. التاسع
ساحة المنزل -غرفة  الضيوف -صباحي-خارجي-داخلي
يدخل الي ساحة البيت ، عدد من الغرف تحيط بساحة البيت ،ما ان يريد ان يضع اقدامه داخل الغرفة ،إذ به يسمع صوت امه ياتي من المطبخ
الأم-جواد؟
جواد-اي يوم جواد،
يدخل جواد الغرفة، معتمدا على الحائط
يجلس على كنبه وأنظاره ملتصقه بباب الغرفة ، ينظر الي يده القابضة على الرسالة ،ويحدث نفسه
جواد - هاي البنت ،شتريد مني؟
يحاول السيطرة على نفسه،يفتح أصابعه ببطء قاتل ، وينظر متفحصا مظروف الرساله ، فيشاهد  ثانية القلب المصاب بالسهم،يرتبك ويصفر لونهيقبض ثانية على الورقة المبتلهه من العرق ، وانظاره لا زالت ملتصقة بالورقة
فلاش بك
المشهد العاشر
شارع المدرسة-صباحي-خارجي
لقطة قريبة للفتاة، تشير برأسها إيماء وتبتسم
أصوات اقدام خارج الكادر
الصورة تتلاشى
المشهد الحادي عشر
غرفة  الضيوف-صباحي-داخلي
اصوات وقع اقدام تسمع من ساحة المنزل ،يرتبط  ويخفي الرسالة خلفه
لحظات وتبتعد أصوات الأقدام ،يقوم جواد من مكانه ،فيلحظ الرسالة  ،يلتقطها ويخفيها خلفه ويتجه صوب باب الغرفة،يرمي نظرة لساحة البيت
المشهد الثاني عشر
لا احد في الساحة، صباحي -خارجي
اصوات  غسل صحون تسمع من المطبخ 
جواد-يوم-هاي انت وين
صوت الأم خارج الكادر-اني بالمطبخ
المشهد الثالث عشر،
غرفة الضيوف-صباحي-داخلي
يغلق باب الغرفة ويعود الي مكانه ،يفتح مظروف الرسالة
يقرأ فيها
حبيبي الغالي جواد
اكتب اليك رسالتي من قلب اشتعل بنار حبك ،
المشهد الرابع عشر-
شارع المدرسة-صباحي-خارجي
ترفع الفتاة يدها علامة التحية
المشهد الخامس عشر
غرفة الضيوف -صباحي -داخلي
جواد ،يقرأ في الرسالة
فاصبحت اسيرتك ايها العزيز ، منذ زمن طويل وانت تشغل بالي. لا ليل عندي  ولا نهار  ،وكنت اود مصارحتك ،  ولكن لا اعرف كيف
ما اقدر اعيش بدونك
عادله
اصوات أقدام تقترب نحو  الغرفة   الأصوات تختلط بأصوات شارع  المدرسة
صورة الفتاة على الورقة  تحي جواد ،   جواد لا يرى ولا يسمع الا البنت  تدفع الأم الباب وتدخل للغرفة وبيدها صينية للطعام ،تخطو الأم خطوة للداخل،يرفع جواد راسه  للأعلى ،فيلحظ امه ، يرتبك ويفقد توازنه ،تخطو امه خطوات اخرى ،فيجد  نفسه وجها لوجه مقابل امه
الأم-اشبيك جواد؟
ينطق جواد لا اراديا
جواد-جوعان؟
تشير الأم  للطعام
الام-تفضل اكل. الأكل حاضر
جواد  يجلس يدفع الورقة  بسرعةفي فمه ويبدأ بسحقها  ،يختلط الأمر على الأم تنظر إلي الصينية فتجدها كما هي،
الأم-اش تأكل
جواد-اكل  تتفحص  الأم المكان ، فيقع نظرها على مظروف
الأم-شنو  هذا الباكيت،؟
جواد-(باكيا)
الأم ادري باكيت،منو.   دزالك هل الرسالة؟
جواد وهو يسحق الورقة
جواد- محد
الأم - اشلون محد ،شوف القلب والسهم ،  هاي رسالة من بنت ، شكو بيناتكم
جواد-؛ ماكو شئ
  الأم-انت ما كذبت علي  طول عمرك ولا اني كذبت  عليك
قول اش صاير؟
يبدا جواد بالبكاء،تمسح الأم دموعه
جواد -  يوم  اني  ما أقصر  راح احجيلك كل شئ. يوم
المشهد السادس عشر
ساحة المدرسة  -صباحي-خارجي
انتهاء ساعة الدوام الرسمي، الطلاب يتركون الصفوف بانتظام ، اكثرهم  يخرجون من المدرسة ،والقليل منهم ينتظرون،جواد يترك الصف ،في حين نرى معلم مادة الانشاء ،يترك غرفة المعلمين
يتجه المعلم مسرعا صوب جواد وبيدة صحفيه ،
المعلم-مبروك. نشروا مقالتك
  يبتهج جواد ويمد يده  ويأخذ منه الصحيفة ،
يقلب جواد الصحيفة وينظر  للمقالات
اعتراف طالب
حبي الاول
يشكر المعلم  ،في تلك الاثناء تعلن مدرسة البنات ،ساعة الانتهاء الرسمي
يحمر ويصفر  يودعه المعلم ، يخطو  خطوة للخارج ، حتى يعلو صوت الصراخ والضحك ووقع الاقدام   الطالبات،  يسمع بوضوح
يخطو جواد خطوات   كبيرة، 
المشهد السابع عشر
شارع المدرسة -صباحي- خارجي-
ازدحام. شديد ،خروج طلاب المدرسين ،جواد يقف على جانب مرتبكا ،تترك الفتاة البدينة المدرسة ،نظرات جواد  تلاحقها
   تقف  في نفس المكان ،  ترى جواد لقطة قريبة للفتاة  ترفع يدها بالتحية  ،يختل توازن جواد  ويكاد يقع  وكلما يريد رفع يده  لا يتمكن  فالخوف يستولي عليه، ينظر ثانية صوب الفتاة، لقطة قريبة للفتاة، تضحك مسرورة ،
يصفر لون جواد ،
لقطة قريبة للفتاة ، تسير خلفه ،  الكاميرا  تلاحقهما وتنظر اليه بشوق  ،يحس  بوجود الفتاة خلفه الاانه لا يجرو النظر الي الخلف، فيركض هاربا من الموقف
دعوة القراءةالمشهد الثامن عشر
الشارع الرئيسي -صباحي -خارجي،-  يغير جواد مسيره الي الشارع الرئيسي راكضا ،كي لا تلاحقه الفتاة،
المشهد التاسع عشر
ساحة المدرسة -صباحي-  خارجي
اجتمع عدد من الطلاب لقراءة الإعلانات بالإضافة إلي مقال جواد  الذي بات حديث الطلاب ، جواد كعادتها  جلس في ركن من الساحة وبعيدا عن ازدحام الطلاب ،يلحضه احد الطلاب
--جواد. جواد
يلتفت جواد ،صوب صاحب الصوت واذا به أحد أصدقاءه المخلصين
جواد،-منو حسين
حسين-اشلونك خويه،؟
جواد-الحمد لله
حسين- اقول خويه جواد ،عاشق
جواد-عجيب ،هذا السؤال. اشلون
حسين-هاي لوحة الاعلانات تقول
حبي الاول
جواد-هذه مقاله إلهه،أبعاد هوايه. الا الحب الا انت تحجي بيه
حسين- امنين تجيب هالحجي؟
جواد-اجاوبك. بس عندي سؤال
حسين- تفضل
جواد - أكو بنت انطتني رسالة حب ،اكو سوال دوخني هاي امنين تعرفني
    حسين -مو.   لازم تعرفك. انت صايد سمك
جواد- لا.  بس. شايف
حسين- هاي البنت ذابه شص
  جواد اهنيك على اتجاهك الكتابي
جواد-اقول. حسين   ممكن. اتشوفهه
حسين - ممكن.  بس بيه فايده
جواد- ما ادري. بس اني مصدك
عبد الصاحب ابراهيم اميري:
المشهد العشرون
شارع  المدرسة -صباحي- خارجي-
الطالبات يخرجن من المدرسة ،تقف البنت البدينة في مكانها المنتخب ،يشير اليها جواد إليها
جواد-هاي هي عادله
حسين-انت متأكد؟
جواد-نعم
هاي نفس البنت اللي دزتلي رسالة وقالت اني سعاد
النهاية






عن محرر المقال

Unknown

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية