إلى سفراءِ الحقِّ والحبِّ .. بقلم / مرام عطية
حمل الأدبُ قضايا الإنسانِ همومَهُ وأشواقهُ ، رفعَ على كاهلهِ أحلامَ المجتمعاتِ بغدٍ أفضلٍ منذ بدءِ التاريخِ ووجودِ الحرفِ ؛ فكانَ صوتَ المظلومين واليتامى المقهورين ، صارَ نبضَ العشاقِ والمحبين ، بقي صرخةً مدوِّيةً في آذَانِ الحكامِ والمتسلِّطين منذ عهدِ الإقطاعِ والبرجوازيةِ
قبلَ أن تنشأ المنتدياتُ والنوادي التي تتصدَّى للظلم والقهر في مطلع النهضةِ في القرنِ العشرين ، فحملَ مشعلَ الثورةِ على المحتلين والطغاة في بلادنا والعالم ، فأدب فيكتور هيغو كان رائداً في إشعالِ نار الثورة الفرنسية وروايته ( البؤساء )كانت بذرةً خصبةً للثورة على الإقطاع والكهنةِ الذين لبسوا عباءة الدين وهم منه براءٌ ، و كان من سنابلَهُ تمثالُ الحريةِ العظيم في فرنسا ، ومنه إلى العالم أجمع
وبات معروفاً لدى الإنسان المثقفِ أنَّ تقدمَ الأمم يعزى إلى كوكبةِ أدبائها و مفكريها ( ألم يقال :
الأدباء هم مكتشفوا العالم الذين لم يعترف بهم )
يقرؤون بعيونٍ فاحصةٍ الواقعَ يتنبَّؤون ماسيقعُ ، يحذِّرونَ من المصائب والويلات قبل أن تقعَ ، كما استشعر الشاعر محمد مهدي الجواهري اغتصابَ فلسطين من قبل الصهاينة مستنداً إلى معطياتٍ تاريخيةٍ وقرائنَ ماديةٍ ومعنويةٍ من الحاضرِ في قصيدتهِ ( فلسطين ) قائلا :
لو استطعتُ نشرَ الحزنَ والألما على فلسطين مسوداً لها علما
سيلحقون فلسطيناً بأندلسٍ ويعطفون عليها البيت والحرما
وكذلك عاشَ الشَّاعرُ أمل دنقل إرهاصاتِ الواقع العربي بشعورهِ بنكسةِ حزيران قبيلَ وقوعها ؛لأنه يملكُ روئً مستقبليةً يستشرفُ بها آفاقاً من عالم الغدِ قبل حدوثها في قصيدتهِ ( البكاء بين يدي زرقاءِ اليمامةِ ) قال :
أيتها العرافةُ المقدَّسةُ
جئتُ إليكِ .. مثخناً بالطعناتِ والدماءً
أزحفُ في معاطفِ القتلى وفوقَ الجثثِ المكدَّسةِ
منكسرَ السَّيفِ ، مغبَّرَ الجبينِ والأعضاءِ
أسألُ يازرقاءْ
...الخ
و يقاسُ التقدمُ عند الأممِ بعدد الأدباء والمفكرين الباحثين فيها ، فهم مَنْ يحملون رسالةَ الحقِّ والجمالِ والحبِّ للجيل الناشئِ وينثرونَ في ثرى العقول بذور الخير والحبِّ في أدبٍ إنسانيٍّ راقٍ
تتغذَّى عقولُ الأطفالِ بمعانيهِ وترتقي أفكارهم بمبادئهِ يرشفون القيمَ والأخلاقَ الرفيعةَ من رواياته وأشعارهِ التي تحملهم إلى جنائن الغدِ المشرقِ وترسم لهم أوطاناً من مدائنً الخيالِ ، فتمدَّهم بالعزيمة والقوةِ ، بالتصميم والمتابعة لتحقيقِ أحلامهم السعيدة كما ارتقت الأمم الأوربية وحققت سبقاً علمياً وحضارياً
بوركتم ياقناديلَ الوطنِ الوهّاجة أينما كُنتُم على ثرى بلادي تنشرون الألق أو تفترشون المغتربَ
بأشعار الحبِّ والعدل والسلامِ
سفراءُ الوطنِ وحماتهُ أنتم في الداخل والخارج
جيشٌ إلكتروني أو حقيقيٍّ ، محرقةٌ لفتاوى الظلامِ
تحملون خوابي الأبجديةِ وسلالَ الضادِ في لغةٍ حملتْ حضارةَ أوغاريتَ للعالم منذ بدءِ الدهر
لغةٍ تتجدَّدُ بأقلامِ مبدعيها ، وتغدقُ الدُّنا بالرطبِّ
احملوا لوحاتِ الأدبِ الرفيعِ والفنِّ السامقِ باللونِ والحرف ، بالريشةِ والقلمِ إلى مراقي الأممِ شرقا وغرباً ، شمالا وجنوباً .
حرِّروها من تسلُّطِ الأفكارِ العقيمة ، نقُّوا حنطتها من الزؤوانَ الذي يبذرُ الحروبَ والمهالكِ .
نعم الحرفُ بأيديكم معولٌ يهدمُ قلاعَ الجهلِ
يهزمُ إمبرطورية الظلمِ العقيمةِ، ويرفعُ صروح العلم والفن
فليبقَ الحرفُ على صفافكم مدرسةً حضارةٍ وفكرٍ علمانيٍّ ، أكاديميةً تعلِّمُ أبناءها الذائقةَ الرفيعةَ والفنَّ الحقيقيًّ
شكراً لكم سفراءَ الضادِّ أينما حللتمْ
شكرًا لكم أحبتي فأنتم ورودُ الجمالِ والحبِّ وبأقلامكم سيزهرُ السلامِ .
قبلَ أن تنشأ المنتدياتُ والنوادي التي تتصدَّى للظلم والقهر في مطلع النهضةِ في القرنِ العشرين ، فحملَ مشعلَ الثورةِ على المحتلين والطغاة في بلادنا والعالم ، فأدب فيكتور هيغو كان رائداً في إشعالِ نار الثورة الفرنسية وروايته ( البؤساء )كانت بذرةً خصبةً للثورة على الإقطاع والكهنةِ الذين لبسوا عباءة الدين وهم منه براءٌ ، و كان من سنابلَهُ تمثالُ الحريةِ العظيم في فرنسا ، ومنه إلى العالم أجمع
وبات معروفاً لدى الإنسان المثقفِ أنَّ تقدمَ الأمم يعزى إلى كوكبةِ أدبائها و مفكريها ( ألم يقال :
الأدباء هم مكتشفوا العالم الذين لم يعترف بهم )
يقرؤون بعيونٍ فاحصةٍ الواقعَ يتنبَّؤون ماسيقعُ ، يحذِّرونَ من المصائب والويلات قبل أن تقعَ ، كما استشعر الشاعر محمد مهدي الجواهري اغتصابَ فلسطين من قبل الصهاينة مستنداً إلى معطياتٍ تاريخيةٍ وقرائنَ ماديةٍ ومعنويةٍ من الحاضرِ في قصيدتهِ ( فلسطين ) قائلا :
لو استطعتُ نشرَ الحزنَ والألما على فلسطين مسوداً لها علما
سيلحقون فلسطيناً بأندلسٍ ويعطفون عليها البيت والحرما
وكذلك عاشَ الشَّاعرُ أمل دنقل إرهاصاتِ الواقع العربي بشعورهِ بنكسةِ حزيران قبيلَ وقوعها ؛لأنه يملكُ روئً مستقبليةً يستشرفُ بها آفاقاً من عالم الغدِ قبل حدوثها في قصيدتهِ ( البكاء بين يدي زرقاءِ اليمامةِ ) قال :
أيتها العرافةُ المقدَّسةُ
جئتُ إليكِ .. مثخناً بالطعناتِ والدماءً
أزحفُ في معاطفِ القتلى وفوقَ الجثثِ المكدَّسةِ
منكسرَ السَّيفِ ، مغبَّرَ الجبينِ والأعضاءِ
أسألُ يازرقاءْ
...الخ
و يقاسُ التقدمُ عند الأممِ بعدد الأدباء والمفكرين الباحثين فيها ، فهم مَنْ يحملون رسالةَ الحقِّ والجمالِ والحبِّ للجيل الناشئِ وينثرونَ في ثرى العقول بذور الخير والحبِّ في أدبٍ إنسانيٍّ راقٍ
تتغذَّى عقولُ الأطفالِ بمعانيهِ وترتقي أفكارهم بمبادئهِ يرشفون القيمَ والأخلاقَ الرفيعةَ من رواياته وأشعارهِ التي تحملهم إلى جنائن الغدِ المشرقِ وترسم لهم أوطاناً من مدائنً الخيالِ ، فتمدَّهم بالعزيمة والقوةِ ، بالتصميم والمتابعة لتحقيقِ أحلامهم السعيدة كما ارتقت الأمم الأوربية وحققت سبقاً علمياً وحضارياً
بوركتم ياقناديلَ الوطنِ الوهّاجة أينما كُنتُم على ثرى بلادي تنشرون الألق أو تفترشون المغتربَ
بأشعار الحبِّ والعدل والسلامِ
سفراءُ الوطنِ وحماتهُ أنتم في الداخل والخارج
جيشٌ إلكتروني أو حقيقيٍّ ، محرقةٌ لفتاوى الظلامِ
تحملون خوابي الأبجديةِ وسلالَ الضادِ في لغةٍ حملتْ حضارةَ أوغاريتَ للعالم منذ بدءِ الدهر
لغةٍ تتجدَّدُ بأقلامِ مبدعيها ، وتغدقُ الدُّنا بالرطبِّ
احملوا لوحاتِ الأدبِ الرفيعِ والفنِّ السامقِ باللونِ والحرف ، بالريشةِ والقلمِ إلى مراقي الأممِ شرقا وغرباً ، شمالا وجنوباً .
حرِّروها من تسلُّطِ الأفكارِ العقيمة ، نقُّوا حنطتها من الزؤوانَ الذي يبذرُ الحروبَ والمهالكِ .
نعم الحرفُ بأيديكم معولٌ يهدمُ قلاعَ الجهلِ
يهزمُ إمبرطورية الظلمِ العقيمةِ، ويرفعُ صروح العلم والفن
فليبقَ الحرفُ على صفافكم مدرسةً حضارةٍ وفكرٍ علمانيٍّ ، أكاديميةً تعلِّمُ أبناءها الذائقةَ الرفيعةَ والفنَّ الحقيقيًّ
شكراً لكم سفراءَ الضادِّ أينما حللتمْ
شكرًا لكم أحبتي فأنتم ورودُ الجمالِ والحبِّ وبأقلامكم سيزهرُ السلامِ .