في غمرة النسيان
بقلم / أ. اميرة نويلاتي
قد أذكرُ لحظاتٍ انقبضتْ فيها
أجراسُ الليلِ سراعاً
فسقطت ُ من ثغرِ السماءِ حذاك
حين صالب َ البدرُ ذراعيهِ
والنجم ُ في غمرة ِ التثاؤبِ يذودُ
ماءَ الأصيل ِ عن جفنيه ِ
متشحا ًعباءة َ المساء
قد أذكرُ هاجسَ كلماتٍ طفح بها الحلم ُ
فاستوقدتْ سنابلَ الماضي
تدنو.. عنها تبتعدُ
كفراشة ٍ ظمأى للهلاكِ
يغريها وهج ٌ تربع َ فوق تلالِ الرماد
لكنني لست ُ أذكرُ أين نبض قصائدي
من رضاب ِ الشفاه ِ المطعّمة ِ
حينا ً بنكهةِ الثورة
حيناً
بنكهة ِالإذعان
أقصاصة ُ حنين ٍ تلملمها توقا ً إلى الذكرى
أم غبار ُ لؤلؤٍ
من مآقيك َ يتدحرجُ
على سبيلِ الوداع!
سوف نسقط معا ً في آخر الشوقِ
تبلعنا فقاعة ُ أملٍ تنفجرُ من
لمسة ِ الهجرِ
فلم نستعجلُ دموع َ شهواتنا المرتحلة!
لمَ ننسى كوخنا الصغيرَ
بأبواب على الريح العريضة ِ مشرّعة!
وعلى بعد شهقة ونصف منا
تربض ُ الأقدار...!
قم بنا.... نرفرفُ بين أرتالِ الغمام
بروقا ً تعبر جسورَ الندى
تائهين في زمن ٍ قصي ٍّ
لانسمعُ فيه إلا
وشوشاتِ زاهدٍ خلع َ
أثوابَ الكلام
قد أذكرُ ساعة َ وقع القطرُ
عن صهوةِ السحاب
وسعى في دروبِ الأرجوان
وحيدا ً
كاسفَ البال
لكنني ... لستُ أذكرُ
أين تلاشى الأمسُ
وامتشقت ُ سرابي
أبين ثنايا قلبك....
أم تحت أظفارِ نسيان ٍ
يخدشُ حياء َالتذكار!
