مُدُني الحبيبة
شعر / أ. محسن محمد الرجب
الى حلب ....
كم ذا رشفنا رحيق الأمس من حلبِ
حتى ارتوينا بطيب اللّوز و العنبِ
في صدر قلعتها أخبار من رحلوا
تحكي لنا رُقُمٌ أمجادَها القُشَبِ
هذا صلاحُ فما زالت نسائمهُ
عطراً تفيض و أمجادا على النصب
وابن الحسين* يصوغ الحرف قافية
جاءت بياناً لأهل الغرب و العربِ
طوبى لمن وطئت أبصارهُ بلداً
تبر ٌ ذراها و أطيافٌ من الذّهبِ
.........................................................
يا حمص
يا بنتَ خالد أين السيف و العلمُ
أين ابن رغبان* تشدو حرفه الأمم
و مار إليان لم تنفد مآثرهُ
وحيُ المسيح ندىً بالطل ِّ يلتحمُ
والحصنُ يحكي بطولات مذهّبةً
أمجاده في فم التاريخ تبتسمُ
و ساحة الساعة الغيداء تحبرها
عين رأت و قلوب ٌ قاعها القممُ
يا بنت خالد من بالدار يخبرنا
ان البيوت تعافت و الهوى نُسُم
ُ
والزهر يرقص في اغصانه رمقٌ
والصبح رقراقهُ فجرٌ و منتعمُ
والدرب مخضرة لا شيء يحزنها
والطير مغناجة و المنتدى نغمُ
يا حمص لا تيأسي ان الزمان له
عينٌ غفت بدروب الورد تُرتسم
.......................................................
طرطوس
حورية البحر
حورية البحرِ هل في البحر من صدفِ
إني عهدتك يا طرطوس من خزف
الشط ّ يغزل بوح الحب ّ يُرقِصهُ
و الصخر يُخضِبُ ناي الشوق و الرَّهف
ماذا أصابك يا روحاً بخفقتنا
حتى رُميتِ بنار الغيب و الهَيَفِ
ما بالُ مينائك المحزون يحرمنا
من لمسة العطر في صيادك الحَرِفِ
أرواد تغرق في همس الدجى وجعاً
و انت يا ضحكة الأمواج في خسف
تيهي أُخيَّةَ هذا الليل راحلةٌ
أدرانُه بطلوع الفجرِ فاغترفي
و امضي ربيعاً على وعدٍ ليحملنا
ذاك الهناء و ما يغري من الشفَفِ
اني اكابدُ توق َ النفس يرسلني
وحيُ الحنين الى ايامك الشُّغفِ
يوم التقينا و نور البدر مركبنا
و الماء يشدو لقبطانٍ و مجتدف
لا لن يطولَ سحابُ الصيفِ في بلدٍ
أهلوهُ زهرٌ من العنّابِ و الشرفِ