رسـالة إلى الراحل ..بـدر شاكر السيّاب
بقلم / أ. أحمد القيسي
ألبصـــرة ُالــدارُ يا سيّـــابَ تحتَــرقُ
يـا أمَّــة الله ..هـل حـُـــرٌّ فأصطلـقُ
مـاتَتْ بروحيَ صَرْخـاتٌ - ضَـنا شَفـقٍ
أمُّ الشُّموس أَ يدمي عيني الشَّفـقُ ؟
أنا الخليلُ و سٍحْـرُ الشَّـرق في رئتي
و كعبةُ الشِّعــرِ و الـزوّارُ من خُلقــوا
أنا ابنةُ النخـلِ و السيّـابِ يحرسني
روحي يبـاتُ كما الأفـــلاكُ و الفلــقُ
يُلمـلــمُ الشَّعــرَ عـن عيني ُيقبّلـها
يضُمُّـني لهفـةً المشـتاقِ يلتصـقُ
شًهْــدُ العــذُوبةُ و العنّـابُ فاكِهَـتي
التمـرُ و الخمـرُ ما امتــاروا و ما فَسَقــوا
أَبعــــدَ أمْنِــيْ و مَحيــاتي مُــدلّلةً
شُــحَّ الفُراتيـــن أشواقـــاً سأختنـقُ
مَـوّاليَ الصَبرُ و الزيتـونُ أوردتي
تعوي بي الرّيحُ و النيـرانُ تَصْطَفِـقُ
وعَمّـةُ الكونِ عَجفــاءٌ على لهـَـبٍ
قد أشفـقَ الرَّملُ و العُـربانُ ما قَلِقــوا
أنا الحَلُـوبُ و أمُّ ألشَّعبِ يا أسفـَى
ألوى بي السُـمّ و الأمـلاح و القلـقُ
و بعدما شبع العافُـونَ من كَـرمي
قد جـاء يحرقني نخــــلاً من اتفقـوا
من عاش في كنَفي من ضِرْعِيَ استَرَقـُوا
قــوت اليتـامى بأعذارٍ قد اختلقـوا
من يركن الظلمَ مِسخٌ صنع تافهـةٍ
دأبَ ابـن ملجــم إفــكاً ويـحَ ما عَلِقــوا
إذ أنهُ المكــرُ قتّـالٌ لــذي جَنَــفٍ
شاؤا احتراقيَ لكن حُوبيَ احترقـوا
