بوح شجي
بقلم / عارف عاصي
تَـرَفٌ هِيَ الكَلِمـَاتُ يا بَـوْح الشـَّجِي
وَ لَـكَـمْ تَـذُوبُ عَلَى الجـَوَى كَـلِمَاتُ
تَـرَفٌ تَـحِـيكُ عَلَى القُـلُوبِ خُيـُوطَها
وَ شِبـَاكـُهَـا فَـوْقَ الــهَـيُـومِ نُـعَـاةُ
يـالِـي ولِلْـهَمْسِ المـُذَوِّبِ مُهْـجَـتِي
أَوَ قَـدْ تـَلاشَى ؛ وَانْـتـَهَـتْ لََـذَّاتُ؟!
رُدِّي عَـلَـى القََـلْبِ الغـَرِيِبِ سـِنِـيَّـهُ
أَوْدَتْ بِـصَمـْتـِكِ فِي الـدُّجَى لَهـَفَاتُ
صَـمْـتٌ وَ نُـطْـقٌ كـُلُّ ذَلِكَ مُـؤْلـِمِي
قَـدْ مَـلَّ جـُرْحـِي فِـي هَـوَاكِ أُسَـاةُ
حُــبِّـي وَحِــيِـدٌ ذَاكَ ســِرُّ تَـأَلُّـمِـي
لا.مَـا ابْـتَـغـَى بَـدَلاً بـِهِ السَّــلَوَاتُ
أَرَأَيْـتِ أَسْهَـلَ مِـنْ كَلامٍ فِي الهـَوَى
تَـهَـوَى بِــهِ الأرْوَاحُ و هـْوَ شـَـتـَاتُ
وَهـْمٌ يُـعـَرْبِدُ فِي النُّفُوسِ وَ يَرْتَـوِي
مِـنْ جُــرْحِ رُوُحٍ بِـالـضـِّيَـا تَـقْـتـَاتُ
فَـإِذَا الـضـِّيَـاءُ مُـجـَلْـبَـبٌ بـِغَـمَامَـةٍ
شَـحَّـتْ فَـمَـا بَـقـِيَـتْ بِـهـَا قَـطَراتُ
ظَـمِـئٌ أَنَـا لا أَرْتَـوِي في نـهْـمَـتِي
وَ يـُغِـيثُـنِي وَشَـلٌ(1) بِهِ العَـثَراتُ
بَعْـثَـرْتُ حُـلْمِي والصَّـبَابَةُ مـَلْجَـئِي
يَـاوَيْـــحَ قَـلْـبٍ رِيُّـهُ الـصـَـبَـــواتُ
يَا جُـرْحَ نـَفـْسِي يَاالـْتِهَابَ مَشَاعِرِي
يَـا ظِــلَّ بَــوْحٍ زَخْــرَفَــتْــهُ الـذَّاتُ
يَـا دَمْـــعَ عَـــيْــنٍ آلَ ألا يَـرْتَــوِي
حَــتَّـى تُـرَوَّى مِــنْ صَـدَىً فَـلَـوَاتُ
يَا خـِنْـجَرِي المَـكْسُورَ بَـيْنَ أَضَالِعِي
يَا رُوحَ عُـمْـرِي تـَهْـتِـفُ الصـَرَخـَاتُ
يَا نـَبـْضَ قَـلْـبِي يَـا الْتِـقَاءَ مَوَاجِدِي
يَََا نَــزْفَ صَــبٍّ فِـي هَـوَاهُ حَــيَـاةُ
إِنِّـي هُــنَـا بَـيـْنِـي وَ بَـيْـنِـيَ هُـوَّةٌ
زَادَتْ وَ لَــمَّـا تَــكْـفِـهـَا الـْعَـبـَرَاتُ
إِنِّـي هُـنـَا أذْوِي وَتَـذْوِي مُهْـجَـتِـي
أَحْـكِـي انْـفِـصَـاما أجَّـجَـتـْهُ شَـكَـاةُ
شَـَطْـرٌ أَنَا والشَّطْـرُ غَـابَ بِـوَحـْشـَةٍ
فَـَإِذَا الأَمَــاكِــنُ كُـلُّــهــَا قَــفِـرَاتُ
وَ بِـعُمْقِ جُـرْحِـي قَـدْ أنَرْتُ مَـشَاعِلاً
فَـمَـحـَتْ عُـيُـوُنَ الضَّـوْءِ لِي دَمَعَاتُ
وأرَى اِرْتِـعـَاشَ الضَّوْءِ بَيْنَ مَدَامِعِي
مُــتَـلألـِئـاً تَـمْـضِـي بِـهِ الـزَّفَـرَاتُ
مـَا إِنْ يُـرَى إِذْ تَـخْـتَـفِـي أَطْـيَـافُـهُ
وَمْـضٌ وَهَـلْ تَـجـْلُو الدُّجَى وَمَضَاتُ
نَاجَـيْـتُـهَا والـصَّـمْـتُ أَرْخَى سـِتـْرَهُ
والـْقَـلْـبُ قَـدْ حَاطَـتْ بِـهِ اللَّـهَـفَاتُ
نَادَيْـتُـهَـا والصًّـوْتُ يـَتْـلُـوُهُ الصـَّدَى
وَمَـتَى يـُجِـيبُ لَـدَى الـنِّـدَاءِ مَـوَاتُ
فارْتّـدَّتْ النَّـجـْوَىَ لِـتَـنْـهَشَ خَافِقِي
وَ تَـؤُزَّنِي بِـخُـفُـوتـِهَـا الـْهَـمَـسـَاتُ
قِفْ هَـاهُـنـَا أَنْبِـتْ بـِدَمـْعِكَ سَالِـفاً
فـَلَـقَـدْ يـَجُـوُدُ وَ تُـنْـعَشُ الزَّهـَرَاتُ
يَـارَجْـعَ سـِحْرٍ قـَدْ أذَابَ حُـشـَاشَتِي
فالـرُّوحُ سَـكـْرَى نَـخُـبُـهَا الـنَّـبَرَاتُ
يَـارِقَّـةَ الألـحَانِ بَـيْــنَ شِـفـَاهِـهَــا
طِـيـبِي فََـكَم طَـابَـتْ بِـهَا الأوقَــاتُ
مَـالِي وَ لـِلْـهَـذَيَـانِ يـَنْـبِـشُ دَارِساً
أَوْدَتْ بِــهِ رِيــحٌ بِــهَـا الـجَــمَـراتُ
نَامِي عَـلَى رَجْعِ الصَّـدَى يا أحْـرُفي
واسْـتَجـْمِعِي مِـزَقـاً بِـهَا السَّمَـرَاتُ
أو فَـانـْكـَأي جُـرْحاً بـِغَـابِرِ لَـوْعَـتِي
أو أَيْـقِـظِـي مَا بَــدَّدَت غَــفَــــوَاتُ
مُـرِّي عـَلَى رَوْضِ الهَـنـَاءِ وسَـلِّمي
فَـهُـنَــاكَ قَــلْـبٌ قُــوتُــهُ الأنَّــاتُ