غار قريش
بقلم / فتحي الحمزاوي
يا أيّها المدّثّر...
الغار فرّ من المكان
تعطّلتْ ظلماته
وتسرّبتْ نحو الحقول
وقريش لم ترحل إلى لغة
تؤثّثها الشوارع والمدرْ
يا أيها المزّمّل...
الغار فرّ من الزمان
وتجرّدتْ كلماته من ثوبها
واستبدلته بجبّة الحلّاج
وقريش تبحث عن حليف بربريّ
يضمن التّصويت عند الاقتراع
يا أيها المدّثّر...
تعب الشتاء من المطر
ومن الجليدِ يُجَلِّلُ الأحداقْ
وقريش يحرقها الهجير... ويكتوي
من جمرها قطر النّدى
وتضيع فيها الأنهجُ
يا أيها المزّمّل...
ذهبت عيون الليل بالنّجوى
وغدتْ محاورة السماء معطَّلهْ
وقوافل الصحراء لم ترجعْ
ولم تضع الرّكاب عن الرِّحَال
الرّملُ يحرق... والمسافةُ تبعدُ
يا أيها المدّثّرُ...
الغارُ فرّ من المكان... من الزّمانْ
والنخلُ فوق الرّمل أغنية
يردّدُها الصّغار
والسّنديانة في قريش نائمهْ
في خيمة العشّاق
