لحظة ألم ... بقلم / مجدى متولى إبراهيم
كـانت.. تسير بالطريق.. تنظر يميناً ويساراً.. تحمل طفلها الرضيع تضمه إلى صدرها بحنان جارف وعيناها تترقرقان بالدموع, وأحيانًا تتساقط على خديها.. تحفر في وجهها خطين على ملامحها.. تنظر إلى العامة تارة, وإلى طفلها تارةً أخرى.. قد تبدلت ملامحه ومالت إلى الأصفرار.. تشعر وكأن قلبها شج نصفين, وإنعصر كلاهما عصرًا, ترتجف شفتاها, وتتخبط السيقان كأنهما لا تحملانها, ولم تقو على السير.. قد ملت الإنتظار, وملت السؤال.. ترددت على المشفى كثيراً.. لم تجد العلاج لطفلها فقدت الوجود ولعنت كل الدنيا, واندست بين الزحام.. تداخلت الأقدام تلي بعضها البعض, لم يهتم أحد.. تسير ولم تدرأين تمضي, وإلى متى تسير.. إخترقت الميادين وجابت الشوارع.. فجأة.. نظرت إلى طفلها كان يحدق فيها, ووجهه الشاحب الأصفر يمزق ملامحها.. كما مزقت خيوط الليل المنسدل.. ربما يشرق النهار.. عيناه الغائرتان وسط رأسه, محفورتان بين وجنتيه.. يتألم, يصرخ, يتلوى, قد هدها التعب إنما تمضي.. فجأة وقفت متصلبة رأت مظاهرة إحتجاجية قد تساوى القدر.. هناك من يخرج عن صمته ضمت طفلها الى صدرها واقتحمت الواقفين والمتصدرين الميدان.. رأت أناساً ليسوا على شاكلتها, لم يبدو عليهم الفقر أو العوز.. أغلبهم من النساء.. فلما سألت عن هويتهم مال أحدهم إلى أذنها وقال
: إنهن نساء فضليات.. تابعات لمنظمات حقوق الإنسان.
نظرت لوجهن, وإلى الأخريات اللآتي يرفعن رايات إحتجاجية, وأخريات يرفعن صوراً كتب اسفلها " كلنا فداء الكلب " راحت تسأل على من يشرن بصورهم, ومن يقصدون.. مال أحدهم إلى أذنها
: ألا تدرين.. قد مات كلبهم بطريقة وحشية غير آدمية !! تسمرت مكانها وعيناها تحدقان فيهن.. أعادت الكرة مرة أخرى.. بلا جدوى.. شمرت عن ساعديها, وعدلت من وضع طفلها على صدرها, وصرخت فيهن
: ماذا أنتن فاعلات, وعلى ماذا تشجبن.. أنا إبني يتلوى. يصرخ, وأنتن تصرخن من أجل كلب..؟
لم يعرها أحد اهتماماً, لحظات من الحيرة تمر, ظلت تحدق وهي متسمرة مكانها تنظر إلى عيونهم.. فيهم الكذاب والمحتال, ومن يدعي تحضير الجان. همست إلى نفسها
: إني أمقت اللحظة التي رأيتهم فيها أحيا.. أو أموت ما الفرق.. إني أحمل قيداً في عنقي يضيق.. كلما اقتربت من اليأس لأفعل مثل الجميع؟
اقترب منها شاب وتمتم
: اسمحي سيدتي.. أنا صحفي, ويسعدني أن أسمع شكواك.
لم تعره إهتماماً.. تودد أكثر.. نظرت إليه وعيناها تملأهما الدموع, وحواسها ترفض أن تسيل قالت
: أنا اسمي هدى وإبني مريض.. حاولت أن أوضح للدكتور.. تجاهلني وهو يلوح بيده.. لم أدر أين أذهب, ولمن أقدم شكوتي.. أنا أم مثل أمهات كثيرات تعثرن هنا وهناك.. اصطدمن بالروتين تارة, وتجاهل المسؤولين تارة أخرى. برهة صغيرة.. كانت هدى شكواها تملأ الدنيا.. نظرت إلى رضيعها كان مبتسماً. هزت رأسها, وخلعت قدميها من الأرض.
: إنهن نساء فضليات.. تابعات لمنظمات حقوق الإنسان.
نظرت لوجهن, وإلى الأخريات اللآتي يرفعن رايات إحتجاجية, وأخريات يرفعن صوراً كتب اسفلها " كلنا فداء الكلب " راحت تسأل على من يشرن بصورهم, ومن يقصدون.. مال أحدهم إلى أذنها
: ألا تدرين.. قد مات كلبهم بطريقة وحشية غير آدمية !! تسمرت مكانها وعيناها تحدقان فيهن.. أعادت الكرة مرة أخرى.. بلا جدوى.. شمرت عن ساعديها, وعدلت من وضع طفلها على صدرها, وصرخت فيهن
: ماذا أنتن فاعلات, وعلى ماذا تشجبن.. أنا إبني يتلوى. يصرخ, وأنتن تصرخن من أجل كلب..؟
لم يعرها أحد اهتماماً, لحظات من الحيرة تمر, ظلت تحدق وهي متسمرة مكانها تنظر إلى عيونهم.. فيهم الكذاب والمحتال, ومن يدعي تحضير الجان. همست إلى نفسها
: إني أمقت اللحظة التي رأيتهم فيها أحيا.. أو أموت ما الفرق.. إني أحمل قيداً في عنقي يضيق.. كلما اقتربت من اليأس لأفعل مثل الجميع؟
اقترب منها شاب وتمتم
: اسمحي سيدتي.. أنا صحفي, ويسعدني أن أسمع شكواك.
لم تعره إهتماماً.. تودد أكثر.. نظرت إليه وعيناها تملأهما الدموع, وحواسها ترفض أن تسيل قالت
: أنا اسمي هدى وإبني مريض.. حاولت أن أوضح للدكتور.. تجاهلني وهو يلوح بيده.. لم أدر أين أذهب, ولمن أقدم شكوتي.. أنا أم مثل أمهات كثيرات تعثرن هنا وهناك.. اصطدمن بالروتين تارة, وتجاهل المسؤولين تارة أخرى. برهة صغيرة.. كانت هدى شكواها تملأ الدنيا.. نظرت إلى رضيعها كان مبتسماً. هزت رأسها, وخلعت قدميها من الأرض.