عتاب لجنديّ مجهول
بقلم / حسن ماكني
من حسن حظّي أنّني لم أعش في زمن الحرب
لست جبانا
ولا محظوظا
فالموت واحد
وقد يتغيّر السّبب
لست حزينا
ولا فرِحا
فأنا أكره الحرب
لا أنوي دخول المعارك
فدروعي من ورق
وسيوفي من خشب
كما
لا أسعى لدخول التّاريخ ببطولات زائفة
كما يفعل
كلّ العرب
لكنّني
وددت لو أنّني عرفت وجه الجنديّ المجهول
ذاك الذي كرّموه بتمثال برونزيّ
تأوي إليه الطّيور
إذا ما خذلتها الرّيح
أو
أنهكها التّعب
وحيدا ينتصب
منسيٌّا
في حديقة
كانت حديقة
هيّ الآن فراش الغريب
و "ديكور" للخطب
لأسأله:
من تكون
لماذا متّ
فداءً لمن
من هو القاتل
وما السّبب
لأسأله:
لماذا متّ
فلا شيء يستحقّ لكي نحيا
لا شيء يستحقّ لكي تموت
عيوبنا يا سيّدي
أكبر من أن تغطّيها أوراق التّوت
أوطاننا دمار
وأحوالنا
عجب
لأسأله:
أمن أجل مبدئ متّ
أم من دفاعا عن رسالة الربّ
أم لكي يستعمر قلوبنا الحبّ
ماتت المبادئ يا سيّدي
حرّفنا رسالة الربّ
صلبنا الحبّ
مات الحبّ يا سيّدي
مات الحبّ
مات الحبّ