أنت والبحر سيّان
نص الأديبة : أ . نجلاء وسوف
مدخل :
الرجل الرجل لايدور في زوبعة ويخاتل النظر ..لايغرق في بحرٍ هو ربانه ويهلك ثغر التشهي بكذبة صفراء ثم يفتك بالعهد
والرجل لايعتلي صهوة الغدر ويحسبها شهاباً ..لايرفع منسوب الألم ويسحق وادي الوئام
لا يشتري الغيظ ..لا يطهو بقايا الرماد
ويبدل الجلد في كل الأوقات وكما الحرباء يتلون في أكثر الهزات
لايهرب من وجع الوقت وفي الليل يصير فتيق اللسان
الرجل بُترت أطراف غمزاته ..شُلَّ عصب جبروته...دُمرَ عضلُ وعده وصار بدون مقدمات
ترتيل:
على صدى حزني الأكبر
أرتل تغريدة ألم
من يصحو قبل أن أقتفي النهاية
الخوف يتسلق ساق الوقت
والوعد جناحٌ من ضوء
يحترق المدى
يحترق الجوى
دمعة العشق فقيرة
لا صدغَ لها يعلنُ الانتماء
صريعٌ هذا القلب
منذ أن اخضرت عيون الليل وسرى النبيذ في عروق الآهات
اصرخ أيها الثوب الأبيض
جفجفتك لن تجذب الأفراح
قد تضيعُ أيها العابر بين الرناء وجعجعة الألم
فالوعود تكدست في قاع رجلٍ
حتى سمقت كالخيال
مجنونٌ من يبارز الأحلام
مدفونٌ في حنجرة الصحراء
ذاك الذي ينادي بأن العشق آلهة
فاركع في المحراب..
شهقة:
علمني الماء..
أن أخيط شريان الكلام
وأحبس الشهقة في رئة الجلنار
فأنا التي رواها الدمع..بللها الوجع
أنثى تكتب ليتحرك صنم الكلام
فاعصف أيها الوجيب انتظاراً
وليجثو الربيع على ركب الأقحوان
تلك الأنثى في زمن النعوات
تنعي الغدر
تنوح بين الذكريات
ينتهي الزمن أو يرقدُ
فالأمر سيّان
وذاك المنديل يشهدُ
بأن البحر تمخض نصف رجل
ونصفه الآخر لفّتهُ الأصداء
مخرج:
أكره البحر لأن الغدر سلطانه
