نُون والوطن
بقلم / عبد الزهرة خالد
نحلمُ بمكانٍ آمنٍ للوطن
لنغرسَ فسائلَ الفشل…
نبحثُ عن مآوىً لمدينةٍ أرملة
قبلَ أن يتزوجها الثوارُ الصغار
على سنةِ المذاهبِ وجدولةِ الديون…
نقنعَ لهاثَ النسيمِ بقطعةِ حلوى
ليمرّ على بيوتٍ مجردةٍ من الحيطان…
ماذا لو أنّ الجياعَ خلف زجاجِ المطاعم
يُؤذنُ لهم بدفعِ فواتيرِ الولائم
كعملٍ صالح …
على قارعةِ الدستورِ في الجانبِ الشرقي
هناك لوحةٌ قديمةُ لوطنٍ مشروخٍ
من الطولِ إلى الطول…
وطنٌ بلا لونِ شفتيّ الفجر
تضاريسُ قفارٍ مطبوعةٌ
على خريطةٍ مشهورة…
ما جدوى أمان المربي
يحرسُ القنَّ من الثعالب
عند النّهارِ يذبحُ ما فيه
لضيوفِ الوطن…
وجدتُهم يصنعونَ
من الماءِ زعيقاً لزعيمِهم
لقد فاتني الطوفان
ولم يعدْ لدجلةِ شطآن…
أبحثُ عن غربةٍ في وطنٍ
على سواحله فنارةُ أغنية
بعيدةٌ عن مآذنِ الصلاة…
وطني يحرقُ الشتاءَ بأصابعِ الصقيع
على مواقدِ الدينِ لأجلِ دمعةِ رياء…
بعدَ توقيعِ الاتفاقيةِ وقصِّ الشريط
تقدمُ الوليمةَ على محاملِ القمامة…
الحكمُ على حنجرةٍ
شنقاً حتى الصمت
فيها كلمةُ حقٍ نافقة…
قطعوا النصرَ إرباً إربا
ووزعوا على الصدور
نياشينَ الهزيمة …
وطنٌ في الليل
تعوي عليه الذئاب
وفي الصبحِ تؤويه المخالب…
عند بلوغِ الرشد
يقلعُ سنَ العقل
على سريرِ حكيمٍ معتوه…
نُون والوطن
وما يهتفون
سليمٌ ما قالهُ المجنون…
—————
البصرة / ١٨- ٧-٢٠١٨
مع التحيات لعودة الروح الى الانترنت
